لو تقرؤون مدامعي:للشاعر الملهم فادي مصطفى من سوريا
لو تقرؤون مدامعي
الصّيف أمعنَ في الحريق اللّاذعِ
والشّمس لم تنضج رغيف الجائعِ
واللّيل لم يخفض حرارة إصبعي
والصّدر يغلي في الهوان النّاقعِ
قلمي يعانق راحتي ويجرّني
للنّفخ في بوق اليتيم الضّائعِ
القهر عشعش تحت وجه وسادتي
لن يستطيع النّوم كسر أصابعي
ماذا أقول وعظم ظهري ينحني
من كثر أوزاري بصدّ زوابعِ
نحن الّذين إذا الكرامة أُسقِطت
ثرنا على ظلم الوضيع الخانعِ
حتّى رددنا عن ملايين الورى
إرهاب قومٍ أوقدوا بشرائعِ
لكنّ من دار الخديعة بينهم
أضحى علينا في العلاء السّابعِ
والقابضون الجمر من أحبابنا
شربوا المذلّة في الطّريق الرّاجعِ
من سلّمَ الأعداء رايات الكرى؟
حتى خسرنا كلّ عهدٍ نافعِ
من باع أرض الخيّرين وخيرهم؟
حتّى سقطنا في خطوط الرّابعِ
الوعد كان بأن تعود بيادري
للقمح لكن أصبحت للطّامعِ
والبحر أهدى موجه ورماله
للدّاخلين على أنين مواجعي
السّور أعلى من فضاء طموحنا
والصّخر يخشع من سجود الرّاكعِ
خجل الكتاب وقد تناوبتم على
تكذيبه بسعير ضدٍّ خادعِ
خمسون ألف صحيفةٍ كتبت ولم
يُكتب لها ريحٌ لأذن السّامعِ
نجح الغزاة بفرض مالم نفترض
حتّى رضعنا من فضاءٍ لامعِ
والعلم أصبح سلعةً مأجورةً
لا يشتريها جائعٌ من بائعِ
غوصوا بأمواج الحروف وأمعنوا
ما ضرّكم لو تقرؤون مدامعي
منّي لكم ولكم بها ما دلّكم
بمعارفٍ في قطع وصل القاطعِ
فقصيدتي بين الجبال تأرجحت
جبل الكرامة واقتناص الطّالعِ
لم تعرف النّزوات درب نديمتي
لو أنّها... هاجت لملء صوامعي
فاحتلّت الآلام بيت مشاعري
من نكسةٍ عند اجتزاء مواقعي
فبقيتُ ظلّاً لا سبيل لرفعهِ
والشٌمس مالت عن يمين الرّافعِ
يا أيّها الرّاح الّذي صفع المنى
أنّى ذهبتَ ستقتفيك مواجعي
بقلمي فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق