ذاكرة الوئام:للشاعر القدير فادي مصطفى من سوريا
ذاكرة الوئام
على أطلال ذاكرة الوئامِ
يسيل الدّمع من فقدِ الرّهامِ
ويسقط من جدار العين جفنٌ
بجرحٍ كان من رمي السّهامِ
سفير البؤس أغضى الطّرف حيناً
وعاد الآن في جيش السّقامِ
إلى الأمس القريب اشتاق قلبي
إلى الطّفل المسجّى في الخيامِ
كبرتُ وليت شيب الرّأس غطّى
عيون الذّكر من أمس القيامِ
ألا يا قاتلاً طفلاً بصدري
أراد بطيبةٍ وصل الكرامِ
أيفزعكم أنين الصّبر حتّى
فرضتم قيد مأثور الكلامِ
عروبيّون والتّخوينُ دينٌ
لكلِّ فريضةٍ غير الصّيامِ
تصالحتِ الذّئاب مع السّبايا
منَ الأغنام في نصر الظّلامِ
طريق الحقّ ممنوعٌ وإلّا
سيردي السّيف أطراف الغمامِ
فلا رحموا ولا سمحوا بغيثٍ
ليطفئ نار أعوان الخصامِ
حملتُ وسادة الأحلام حتّى
أبادلها بأحلام النّيامِ
وديعاً كنت قبل الجوع لكن
كفرت بربّكم عند انهزامي
سأرسل في جناح الليل سؤلي
لعلّي أمتطي خيل السلامِ
سلِ الأيّام عن قضبان عجزٍ
تريق حياءنا فوق الحطامِ
أيكذبُ في شعور الجوع طفلٌ
ويصدقُ في التّملّقِ من يُحامي 🤔
يضيع البحر لو أمسى نقوداً
وصيد العبد يلمع كالحسامِ
دعوني أغمض العينين علّي
أغضّ القهر عن ضيم اللّئامِ
فهل للصّوت سمعٌ حين يبكي
إذا الآذانُ صُمَّت عن ملامِ
نشاهد من تغنّى في أميرٍ
ولو كذباً سيعلو بالمقامِ
زمان الحقّ ولّى لو سألتم
وقول الزّور رفرفَ كالحمامِ
حذاري من مغبّة ما نثرتم
على النيران من ريح الصّدامِ
إذا انفجرت فصول الكبت يوماً
ستحرق كلّ شيءٍ في الختامِ
بقلمي فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق