معصور داليتي:للشاعر القدير فادي مصطفى من سوريا
معصور داليتي
لملم همومك وارخِ الجفن يا نومُ
ما همَّ في الخصم أنّ القلب مهمومُ
إنّي انتظرتُ شروق الشّمس معتقداً
أنّ الشّروق بُعيد اللّيل محتومُ
تعاقب اللّيل بعد اللّيل دون غدٍ
وسافر الصّبح دون العَود يا قومُ
هل يخرج النّور من تحت الكتابِ إذا
طمّ التّراب بلاداً همّها النّومُ
حرّر جوادك واسرج ظهر قافيتي
يشيرُ حرفيَ أنّ الدّرب معلومُ
لا تسأل الصّمت عن أوجاع من صمتوا
بل اسأل الجوع عمّن نابه الصّومُ
هل يُعرف الورد بالأشواك لو جرحت
أم بالأريج وعطرٌ فيه موسومُ
جاد الجواد بجودٍ من جوانبه
أمّا اللّئيم عن الإكرام مجزومُ
من غربل النّاس في مقياس سطوته
لا شكّ يؤمن أنّ الحقّ مهزومُ
حاشاك يا حقّ من إيمان منتهكٍ
لحرمة البيت.. هل في الموت معصومُ
انظر وراءك من في السّابقين مضى
كلّ الملوك لحاهم في الثّرى يومُ
لا ترم في النّاس فعلاً أنت صاحبه
إنّ الدّليل بطبع النّاس مختومُ
اسمع رنين كؤوس الخمر لو بدأت
واسمع بآخرها من خانه العَومُ
لا تركب البحر لو تخشى عواصفه
من يلزم الحدّ بين النّاس مرحومُ
الحرّ يمشي بلا خوفٍ لمقصدهِ
والعبد سلّمَ أنّ الفكر محكومُ
من يزرع الرّوح في الأجساد يأخذها
هو الإله.. وهذا الشّأن محسومُ
من يدّعي بعلوم الغيب معرفةً
سيعرف الخلق أنّ العلم معدومُ
حرّك رحاك إذا ما احتجت طحنتها
إنّ التّقاعس يجري حوله اللّومُ
فلا تلمني إذا ما اجتزتُ عاطفتي
وقلتُ أنّك من زنديك مظلومُ
رغم اللّيالي فلا عتمٌ يقدُّ يدي
سأعزف الشّعر حتّى يرحل البومُ
سيشرب النّاس من معصور داليتي
ويثمل الرّعد في الأمداء والغيمُ
عاندت بؤسيَ حتّى صار في كنفي
مثل الرّفيق ولا يبليه ترميمُ
ما كان منّي إذا ما كنت أقبله
أأرفض البؤس كي يأتي به الضّيمُ
سأرفع الكفّ للعلياء معتبراً
أنّ الرّجولة بين النّاس تكريمُ
تقضي الرّجولة ألّا ننحني أبداً
سيظهر الحقّ مهما جاء تعتيمُ
بقلمي فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق