ولكن أضلّوا:للشاعر فادي مصطفى من سوريا
ولكن أضلّوا
إذا اللّيل جنّ تثور الدّماءْ
فأحرقُ شعري هباءً هباءْ
بفعل المظالم تفنى عروقي
وأخسرُ نبضي وصوتي سواءْ
حروفي تلظّت ونجمي توارى
فتنسى همومي أداة النّداءْ
ببحر المآسي تدلّت شباكي
فكان النّصيب ضياع الرّجاءْ
لمَ الحزن يأتي سريعاً ويبقى
ويفنى التّبسّمُ إن هو جاءْ
إذا اصطاد خيط المحبّة قلباً
سيُقطَعُ قبل اشتمام الهواءْ
بلاد العروبة أرفع شأناً
مع الغانيات بدرب العلاءْ
تُهزُّ العروش إذا الخصر هزَّ
ويسقط عنها رداء الإباءْ
ولكن إذا قلتَ شعراً يعرّي
وُلاةً ستغدو عدوَّ الولاءْ
فصوت السّكارى على صوت طبلٍ
نشيد العروبة عند الوفاءْ
وهمسة أنثى بأذن السّهارى
إشارة نصرٍ قُبيلَ الخلاءْ
هلمّوا لنشربَ نخب انتصارٍ
فقد كان كبت المحبّة داءْ
من الغرب نأخذ ما نشتهيهِ
ونترك ما كان فيه الدّواءْ
لقاء الأحبّة أضحى خموراً
وعلم الطّهارة للإنتهاءْ
نسينا الكتابَ وأهل الكتابِ
فملح الثقافة عشق النّساءْ
لقد كان قولي لناسٍ أضلّوا
ولكن أضلّوا وقولي غباءْ
إذا الشّمس نادت لشعبٍ أفيقوا
يقولون أنّ اللّيالي هناءْ
خراف الحظيرة صمٌّ وبكمٌ
وإن جاء صوتٌ يكون الثّغاءْ
ترنّم شعري وأبدى شجوناً
فمن كان يلمس هذا الغناءْ
جوادي أصيلٌ ولكنّ دربي
بشوك العروبة أضحى دماءْ
بقلمي فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق