بلا عتب:للشاعر الملهم فادي مصطفى من سوريا
بلا عتبِ
هل غرّكِ النّرجسُ الفوّاح في كتبي
أم شدّكِ الطّعنُ في تغريبة العربِ
هل زادك الشّعر أنواراً وأشرعةً
أم راقكِ النّوم في بيّارة الأدبِ
حبري يسيلُ على خدّيِّ قارئةٍ
ويلمسُ الشّفةَ الحمراء في السّغبِ
فكيف لو لمس الإحساس مهجتها
إذا هيَ اشتعلت بالشّوق والصّببِ
أريدكِ الغيث في صيفي ومحرقتي
ليسقطَ الثّلج نفنافاً على اللّهبِ
أصابعي حُرِقَت من عيطلٍ ذبُلت
على ذراعي وسال الخمر من عنبي
فلا يغرّك شعرٌ يستعير يداً
عند الكتابة بين الخصر والرّكبِ
هذا اليراع يُجيرُ الحرق من ألمٍ
فهل أطاوعُ محموماً إلى الهربِ
يُجيزني الفجر أن أمضي لمشرقهِ
واللّيل كبّلَ أطرافاً لذي وصبِ
فلن يفيدَ جيادَ الرّبط متّسعٌ
ولن يصيبَ ريام البيد سهم غبي
في الأسر قد زادني السّجّان أغنيةً
قال السّجون ترشّ الملح للخطبِ
كلّ المواقد كانت طوع أمنيتي
حتّى ركبتُ على أرجوحة الشّغبِ
إنّي طرقتُ من الأبواب أثخنها
حتّى هزمتُ صخور الخوف والتّعبِ
فهل أسخّرُ أوتاري وأشرعتي
فقط لأبحرَ من بوّابة الطّربِ
ذيل الأوانس غنّى وانتشى طرباً
وشاعر القهر يبقى خارج الرّتبِ
فهل ألوم رمال البحر لو سُرِقَت
أمِ الملامةُ للأمواج في السّببِ
دعِ المناجل تهوي في أعنّتنا
فإن نجوتُ يكون الحظّ من عجبِ
وإن سقطتُ فريح الصّمت تعرفني
الموت أهون من شمّاعة الكذبِ
فإن لمستِ بعتم اللّيل بعض يدي
كوني المليكة واستهدي بلا عتبِ
نوادر الحال أن أغفو بلا غضبٍ
بهذه الحال كوني ثورة الغضبِ
يقرُّ نبضيَ لو مرّيتِ في نفسي
كما تغوص رمال البيد بالخببِ
ألملمُ الصّبح من أطراف ذاكرتي
لو طال ليليَ واستولى على هدبي
صِلِي الشّفاه إلى فجرٍ يُكاشفني
فقد نسيتُ صباحاً غير ذي كتبِ
بقلمي فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق