سعير الاضطهاد:للشاعر فادي مصطفى من سوريا
سعير الإضطهاد
أتسلبُ من مواطنتي عنادي
وتأخذ يا أخي ثمن الرّمادِ
خذ الأيّام واترك بعض ليلٍ
لتغفو العين من بعد السّهادِ
فكم طالت دروب اليأس قبلي
وبعدي سوف تمضي بالسّوادِ
فلم يهدأ جواد الخير يوماً
ولم أمسك لجاماً في جوادي
دع الأيّام تمضي أين شاءت
ستنجو طالما للحقّ هادِ
أيرمي البحر موجاً فوق تلّي
ويضرب صخرةً منها اعتيادي
أيَهمي النّيزك المحروق فوقي
ويمحي بيرقاً كان اعتمادي
عليم اللّه في صدري شهودٌ
ستحمي كلّ إيمانٍ بزادي
فنبض القلب يروي كلَّ يومٍ
شعوراً في مناصرة العبادِ
غدا الشّريان مأوى للحزانى
ودمع القلب يسري بالودادِ
ذراع الصّبر مرهونٌ بأنثى
تقاوم بعض ألسنة الأيادي
فكم سرقت من الأقلام حبراً
وكم منعت ملامسة الزّنادِ
وكم لفّت يميني حول جيدٍ
لتدحض فكرةً قبل اتّقادي
ويصبح شعرها المنساب شِعري
فأرجئُ كفّ أفواه الجرادِ
فإن طال التّجنّي في بلادي
يعود النّصل في حرب البلادِ
جميع مخازن الأقماح عانت
حريقاً كان من صنع الأعادي
فيا ويلي إذا الأعداء فينا
عديداً من معادلة العتادِ
سأنسى كلّ آمالٍ تبنّت
شروق الشّمس من صفر المرادِ
شعوب الشّرق نخلٌ في رمالٍ
فللأطيار عبثاً أن تنادي
سنيُّ الجفر طالت واستطالت
وجمر القهر عانده عنادي
فهل أحظى ببردٍ بعد قيظٍ
وأنجو من سعير الإضطهادِ
بقلمي فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق