قصاصات شعرية 170:للشاعر محمد علي الشعار من سوريا
قصاصاتٌ شعرية 170
الأستاذ علي الحجازي
عُطِّرَتْ في هوى القصيدِ حُروفٌ
مرَّ من جنْبِها هناكَ *الحِجازي
أنتَ من نبعةِ السيوفِ * عليٌ
ارتوى منهُ في المعاني مجازي
_
تأكَّدْ بأنَّكَ لا بُدَّ راحلْ
وأنَّكَ طاوٍ جميعَ المراحلْ
تُؤدي أمانةَ حَمْلِ البريد
ويُنهى بذلكَ دورُ المُراسلْ
_
الخوف
سينتابُكم خوفٌ ويملِكُُكم رُعْبُ
بما كسبتْ أيْدٍ لكم في الدِّما تربو
تَكشُّون طيرَ الوهمِ فوقَ رؤوسِكُم
ويأتيكُمُ من ماحِقٍ لاهِبٍ سِرْبُ
تَتيهونَ في الصحراءِ تَيْهَ غُبارِهِ
ويَختَلُّ من أقدامِكم والخُطى دربُ
فلا شرقُكم شرقٌ هُناك ولا هُنا
تُوَارَوْنَ كُثباناً ولا غربُكم غرْبُ
قتلتُم بأمسِ الأنبياءَ وعُدتْمُ
إلى قتلِ أطفالٍ لنا ما لها ذَنْبُ
مجازرُكم فاقتْ تَصَوَُرَ غابةٍ
فترثي لها أُسْدٌ ويبكي لها ذئبُ
أبابيلُ ترميكم حجارتَها لظىً
وللقدسِ فوقَ الأرضُ تحتَ السما رَبُّ
_
وإنَّ قَبولَ الهُدْنةِ اليومَ نُصْرةٌ
وأوَّلُ تفكيكِ الكيانِ مُرَكَّبا
رفعتُم لعرشِ اللهِ ما أورتِ الدما
قرابينَ آلافِ الضحايا تَقرُّبا
لقد حرَّرَ القدسَ الشريفةَ ربُّها
وقلبٌ على نزفِ الدماءِ تَدرَّبا
_
ومن شاءَ رؤيا غزَّ ةٍ وهْيَ راكعةْ
يراها فقطْ عندَ الصلواتِ راكعةْ
جِباهٌ لغيرِ اللهِ لا تنحني عُلاً
سماواتُهم بالدمًِ والروحِ سابعةْ
_
اللاعبُ الناري
وما زالَ الوحيدَ اللاعِبَ الأسمى
يُسجِّلُ ركلةً كالريحِ في المرمى
كراتُ النارِ في الميدانِ ملعبُهُ
مهاراتٌ إلى إبداعِه تُنمى
يلاعبُهم يُرقِّصُهم *يُبَيِّضُهُمْ
على أقدامِهِ هاماتُهم تَدمى
أنرْتَ الكونَ شمساً ليسَ تبرحُنا
وخلفَ ظلالِه الثكلى جرى الأعمى
لفكرِكَ في بياضِ الثلجِ باصرةٌ
لفعلٍ في لهيبِ النارِ إذ يُحْمى
عقدْتَ العزمَ تحريراً وقلتَ لهم
سأدفعُ مهرَها مهما غلا مهما
تفجَرَ من سرابِ العينِ يَنْبوعٌ
على كفَّيكَ كم يُروى وكم يظما ؟!
_
تَحرَّرَ أسرانا من السِجنِ مثلَما
تُحَرَّرُ شمسٌ من وراءِ غيومِها
لقد ملؤوا دنيايَ نوراً وبهجةً
رأيتُ خَضارَ الروحِ فوقَ كرومِها
_
ستخفقُ في الجَنَّاتِ أكبادُ عُمْرِنا
لها عندَ ربِّ العالمينَ شفاعةْ
سينفرِجُ الدَّمَّ المُراقُ صَحائِفاً
لمغفرةٍ تطوي العذابَ بساعةْ
_
ومشيبتي نورٌ من الأنوارِ منكَ ...
فلا تُذِقْهُ غداً لظى النارِ .
محمد علي الشعار
27/11/2023
تعليقات
إرسال تعليق