دروب الويل:للشاعر فادي مصطفى من سوريا
دروب الويل
ألا يا ليل هل أضناك مَيلي
أعتمكَ كان أحلكَ أم مَثيلي
ألا يا موطني رحماك إنّي
كسير الرّجل عن درب الرّحيلِ
أنا والله ما اخترتُ انتظاري
على وِردٍ تراجعَ في السّبيلِ
ولا والله ما استهجنتُ عتماً
ولكن شوكة الأحلام ويلي
هززتُ الجذع معتقداً بأنّي
سألتقطُ الثّمار عن النّخيلِ
وجدتُ السّبقَ للغربان دوني
وريحٌ صرصرٌ تغتال خيلي
نجوم اللّيل رافقتِ احتضاري
على الآمال في بلد الصّهيلِ
فدلو الماء مملوءٌ برملٍ
وحظّي رملةٌ في درب سيلِ
ألا يا بحر مهلاً جئت أروي
حكاية رحلة الموتِ الطّويلِ
عيون الماء سالت في غيابي
وحين قصدتها أفلتُ كيلي
وأيلول الحزين أراد وصلي
فما وصل الحزين إلى القتيلِ
عسيرٌ أنت يا مولود فارجع
ولا تدخل حدود المستطيلِ
فكلّ الدّاخلين إلى حدودي
يعانون استمارات الدّخيلِ
مُنعتُ من التّمادي في شعوري
وإلّا كان لي رقم النّزيلِ
حدودي سمع من صمّوا وشعري
لسان البُكم في وصف العليلِ
ورزقي حقلةٌ من دون ماءٍ
ونوري من ضروب المستحيلِ
فشمس الصّبح تشرق من غروبي
وغرب الأمس نادى للبديلِ
فليس الشّؤم مقصودي ولكن
كفاف العيش يأتي بالقليلِ
فكيف ستزهرُ الأحلام حولي
وحولي نام في وحل الدّليلِ
دروب الويل صادفت انطلاقي
فلا صبحاً أراه بُعيدَ ليلي
فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق