غروب العرب:للشاعر الملهم فادي مصطفى من سوريا
غروب العرب
حول القصيدةِ لو زرعتُ زهورا
ونثرتُ بين الملهماتِ عطورا
وجمعتُ أزهار الحديقةِ كلَّها
وسكبتها بجداولِ لتثورا
حتّى القوافي لو جبلتُ حروفها
بالشّهدِ لن تُبدي عليَّ سرورا
فالياسمينُ مضرَّجٌ بدمائنا
والموت يبني للسّماء جسورا
كم حاول الثعبان لدغ محابري
وزجرته فغدا بها مكسورا
أسدلتُ بردةَ غيمةٍ فوق المدى
علِّي أداري بالسّتارة جورا
صَعدَ اللّهيبُ من الحناجر حارقاً
ما يحجبُ المخفيَّ والمستورا
أحضرتُ من مرج الطّفولة بسمةً
وجعلتها حول المدامع سورا
كحّلتُ أطراف المآقي بالمنى
كي لا أرى من يستسيغ الزّورا
سقطت من الغيم المُدلّى زخّةٌ
حرّاء من دمعٍ أراد عبورا
وتعامتِ الأنظار عن طفل الهوى
وبدا بعين النّاظرينَ جَسورا
فالعينُ في الأعراب يهوى نُقطةً
صارت عليه عمامةً ونذورا
وتشتّتت أحزابهم وتعدّدت
والغرب أعطى النّاكسينَ حضورا
جاء الخريف مُبعثِراً أوراقَنا
فالصّيف كان على الرّداء صَبورا
يا خجلة الأزهار من حقلٍ غدا
بعد التّخبّطِ موحلاً مغمورا
لن يفهمَ الأعراب أنوارَ السّنا
حتّى يصيرَ الرّاحلونَ حضورا
غربَ الغروبِ غروبَ أمّةِ يعربٍ
أمّا الشّروق فقد غدا محظورا
السّاهرونَ اللّيلَ من أجل الخَنا
النّاكثونَ الفاتحونَ قبورا
هم يعتلونَ العرشَ في صفقاتهم
والشّعب أضحى خلفهم مجرورا
هم يغسلونَ الماءَ قبل شرابهم
وهماً لكي يبدو البغَاءُ طَهورا
العارفونَ المُكبَتونَ بصمتهم
قهراً فقد صار الكلام كَفورا
أبواب حاشية الخليفة أغلَقَت
أقفالها كي لا نرى المعذورا
من ذا يجيبُ الصّامتينَ بسؤلهم
وسؤالهم صمتاً يريد ظهورا
فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق