رصيف الصبر :للشاعر القدير فادي مصطفى من سوريا
رصيف الصّبر
على الأنياب بعضٌ من دمائي
بحين تبسّمَت شفةُ الرّياءِ
خويّ الجيب يستقصي جواباً
فيدفنُ قبل تحضير الرّداءِ
تركتُ رسالة الأحلام دوني
لأجتاز الحواجز دون ماءِ
فلا ستراً وجدت ولا غطاءً
بحين وصلت أطراف النّداءِ
نزحتُ إلى منافي الصّمت حتّى
أواري خيبةَ الظّنّ المُساءِ
وجدتُ على شفير النّور ناراً
تعيدُ اللّيلَ منها للوراءِ
أنا لليل قد زُفَّت قيودي
أنا درجٌ لمن كتبَ ابتلائي
جراحي لم تكن من شوك دربٍ
ولكن باختلاطات الدّواءِ
فمن أعطى التّجنّي للتّمنّي
كمن بعثَ الثّغاءَ إلى العواءِ
أفوز بكسرةٍ من خبز حقلي
أزكّيها لأرباب الثّراءِ
ألا يا صبح لا تثبت حضوري
ودعني دون تقييد اللّقاءِ
جلستُ على رصيف الصّبر أشكو
زفير الصّبر من طول الرّجاءِ
فلا النّيران تطفئها دموعٌ
ولا الإعصار يفنى بالحياءِ
أخبّئ بذرتي في بطن حقلي
لأزرعها على درب الشّتاءِ
فهل للصّيف ان يرتاحَ دوني
وهل ألقى التّمنّي في البقاءِ
ظننتُ السّؤلَ مربوطٌ بخيطي
بحين دفعتُ أثمان الدّلاءِ
فلا خيطاً وجدت ولا دلاءً
ولا ثمناً ولا بعض الثّناءِ
فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق