دمع الشموع:للشاعر فادي مصطفى من سوريا
دمع الشّموع. ( تفعيلة الكامل )
في حين تنهمر الدّموعُ
على موازين القصيدةِ
يشتكي في الثّقل خيطي
لا أرى
إلّا من اقترف الدّموع
ولَكَم رجمتُ الحرفَ حتّى ينحني
لا ينحني
لو لم يكن في الخيط نارٌ
لم يسل في خافقي دمع الشّموع
جرداء أضحت دنيتي
من بعد أن كانت جنان
ثقب السّفينة واسعٌ
والخمر تفقده الدّنان
هل غادر الميناء قبل مراكبي
هل سافرت أشجار حقلي قبل ميعاد الربيع
لو جاء عصفور المواسم عائداً
من أين يبدأ نسج ألحان الصّقيع
خيطٌ رفيعٌ
يربط الماضي بنا
ضاع الجنى
سعد السّعود وقد أتى
يا ليته حقّاً أتى
في خضرة الأحلام حين استنبتا
من أين أحصد قمح أحلامي غدا
والدّيك صاح على مواقيت الرّدى
والسّيل فاض على تخوم بيادري
والرّيح هبّت
تنثر الأحلام في رمل الصّدى
هذا شتاءٌ أم ربيعٌ يا ترى
ماذا نرى
الدّود ينخر في عرانيس الذّرة
زمن الكرى
والسّهم يرجع حيثما أطلقته
رغم التّوازن في يدي
لكنّ للّيل اختباء الشّمس في جيب المدى
بعد انكسارات الهدى
ضاع الصّدى
فلتغسلوا أيديكمُ من لوثة الأعراب
أضحى رماداً يا أخي هذا الكتاب
من أين أجلب حفنة الذّهب الّتي ترضى بها
ويدي تلوّح ألف ميلٍ أو يزيد
فكمِ المزيد
ما كنت أقطف لوز قافية الهوى
ومواقد النّجوى ثلوج
والقلب أحوج للولوج
وبه بساتين النّضوج
نستنكر القلَّ الّذي أفتى بتجميع النّدى
نستعذب الفكر الّذي أفتى بتكفير الهدى
من عربدا ؟
من غيّر الأرقام في كتب المشاعر عنوةً
قتلَ المنى
يا حزننا
الحبّ يبقى أوّلاً مهما جرى
واللّؤم يبقى في المشاعر آخرا
لا حاضراً أو غادراً أو ساخرا
مهما جرى... دمع الشّموع
فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق