عواصف الأمس:للشاعر الملهم فادي مصطفى من سوريا
عواصف الأمس
شبّت به النّار حتّى خلته حطبا
قلبي وأشعل في مضمونه الأدبا
مازَ الشّعيرُ على الأقلام في بلدي
وزاحمَ الجهلُ في الجلّاس من كتبا
اضرب يراعك عرض الحائط انتُهِكَت
للفكر حرمته والجهل من ضربا
زر دار قومٍ إذا فاقت شعائرهم
مشاعر النّاس حين استهلكوا الرتبا
تجد رؤوساً من الأعلام قد دُفنت
وصاحباتٍ لهنّ الصّدرَ والحجبا
جناك يابن صروح العلم مقبرةٌ
ومن تعذّرَ من علمٍ غدا سببا
لا تخبروني بأنّ العلم مفخرةٌ
رأيت جهل من استغبوا أتى ذهبا
حين استمعتُ رأيتُ الشّعبَ يرفعهم
فوق العباد وهم من كسّرَ الخطبا
الشّعر أصدقُ إيماناً لمن فهموا
والجهل أخطرُ من خمرٍ لمن شربا
عفّرت لحية شِعري بالتّراب هوىً
إنّ التّراب طهورٌ والشّعور صبا
جعلتُ أسكب أنفاسي وأحرقها
فوق الدّفاتر كي أستنفذَ العتبا
فما ظفرتُ بدفءٍ في محاولتي
البرد أشهرَ سيفاً يركبُ العربا
القيلُ قال بأنّ القول قلقلةٌ
فكم قلقتُ وفي الأقوال من قلبا
حال العروبة عينٌ والمصاب قذىً
فهل تطيل شروداً والأذى لعبا
اللّيل جاء ليخفي عورةً كُشِفَت
والفجر جاء ليبدي من بها كذبا
رفّ الجناح وما طارت حمامتنا
عواصف الأمس لم تترك لنا هربا
إذا دفنت حبوب القمح تنبتها
فهل ستدفن أقدامي لكي أثبا
فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق