ندوب الجرح :للشاعر فادي مصطفى من سوريا
ندوب الجرح
أتعرفُ يا خليلي ما مُنايا
بنبضٍ لا تفارقهُ المَنايا
سكوناً ليس يعرفهُ سكونٌ
وليلاً ليس تدخلهُ الرّزايا
بذورُ القمح لم تنبت بشعري
وخبزُ الحرف ينضجُ بالخفايا
دجاجاتٌ تطير بلا جناحٍ
ونسرٌ بات يقبع في الزّوايا
أينبتُ من بذور الشّوك زهرٌ
أمِ الأشواكُ تعطينا الهدايا
ستشرقُ شمسهم من غربِ شعري
إذا أنِسَت إلى الأُنسِ الحَيَايا
موازينُ العدالةِ لا تُبالي
بكيلِ الحقّ لو خصَّ العرايا
شروطُ النّور لو قدّمتُ نفسي
وغيري شرطهُ حسنُ النّوايا
ستنسكبُ الجداولُ دون ماءٍ
وغيمُ الصّيف يمطرُ بالعطايا
لمن نَسَجَت من الأرداف شعراً
ومن أبدَت على الملأ الخبايا
خذلتُ اليأسَ دون اليأسِ لكن
ندوبُ الجرحِ تظهرُ في الحكايا
أأعصرُ من صخور القهر زيتاً
وقيدُ الكبت تعرفه يدايا
قصدتُ الشّمسَ في آذارَ لكن
ثلوجُ الأمس ذابت في الخلايا
وفاضَ الدّلوُ من مطرِ التّمنّي
ولم تأتِ الدّروبُ على هَوَايا
فكيف النّصلُ يقطعُ دونَ حدٍّ
وسيفي ذابَ من كثرِ البَلايا
ألا يا عابرَ الأحزان دوني
تمهّل لحظةً واسمع ندايا
وَهِب للخافق المحزون خيطاً
لعلّي أمتطي دونَ الخَطَايا
فلو أمشي على النسمات هوناً
جرادُ القحطِ يمشي في خُطايا
تتابعتِ المتاعبُ باتّباعي
وتعتبُ كلّ من تبعَت هُدايا
رياحُ الموسم الماضي استراحت
عن الدّنيا ولم تترك رحايا
هداني الشّعر أوتاراً لدمعٍ
ولكن ليس يعطيني البقايا
فكيف سأعزف الأفراح منها
وريح اللّيل تكتنز الشّظايا
أنايا الآن نامت في عرائي
ودفء البيت لم يعرف أنايا
فمن قرأ التّمنّي خال أنّي
قطفتُ الشّهد من عسل الصبايا
فلا نحلاً رزقتُ ولا بشهدٍ
ولم أعرف طريقاً في مُنايا
فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق