الحب والجنون :للشاعر بسام اليافعي من اليمن
الحب والجنون
أخاصِمُها لتُخرِجَ كلَ حُلوٍ
تُخبِّئُه حياءً من شقائي
ولا تدري بأنَّ العقلَ لمَّا
يراها يفقدُ الأمنَ الوِقائي
فيجنح للشقاوة كي يداوي
بها منها لِيَمثُلَ للشفاء
فيا مَنْ كل دائيَ مِنْ هواها
ويا مَنْ أنتِ في الدنيا دوائي
حنانك أنْ تريْ رجلاً تصابى
حرامٌ أنْ تصُدِّي بازدراء
أغرَّكِ شَعرةٌضحكتْ وما في
ملامحه لتضحكَ من غِطاء
فإنْ يكُ في عيون الناس شيئا
أمامَ بهاك إنسانا بدائي
بليدا كلما احتزمَ النوايا
ليغرِفَ من جمالك بانتشاء
يظلُّ أمام رغبته بليدا
وإنْ صلى أمامك بالنساء
كطفلٍ إنْ تغبْ عن ناظريه
معالي الحُسْنِ أجهشَ بالبكاء
وفي أحضانها مِلِكا مُهابا
تدينُ له الممالكُ بالولاء
فضمي في عيونك ماء عيني
كأرضٍ لا تملُّ من السماء
وفُكِّي كلَّ أُحجيةٍ تراها
عليك. وما عليها من غشاء
وكوني عند لهفتها كتابا
وعند الحيرة الحدس الروائي
وَلُفي في حنانك كل نبضٍ
تُؤرقهُ مسافاتُ التنائي
وَصُبِّي من دلالكِ فوق شوقي
لتصبح جذوتي شُهُبا فضائي
وتصبحَ وجنتايَ كقرصِ شمسٍ
على أفق الغروب من اصطلائي
فقدْ بلغَ إحتراقيَ منتهاه
سَتُطفِئُه عيونكِ باحتفاء
فيا مَنْ كل دائيَ مِنْ هواها
ويا مَنْ أنتِ في الدنيا دوائي
دعيني فالهوى لا عُمْرَ فيه
ولا لجنونه حَدا نهائي
دعيني فالجنون لكل حُبٍّ
حياةٌ والتعقل كالفناء
بسام اليافعي
تعليقات
إرسال تعليق