ذات التقينا:للشاعر الملهم حسن علي المرعي من سوريا
.. ذاتَ التـقَـيْـنـا ..
فـي جَـنَّةٍ وتــشـاكَـلَـتْ يَنْـعـا
والنـهـرُ أوعـى مِـنْـكِ ما أوعـى
قـد راعَ بـاصـرتـي فـألهـمَـهـا
شوقًا وما اسطـاعَـتْ لـهُ دَفْعـا
ومِـنَ الجـبـالِ تـمـاثَـلَـتْ ذَهـبًا
ورسـائـلٌ مابـيْـنـهـا تـســعـى
حـتَّى رُخـامٌ قَـدَّهُ مَـلَـكٌ
تحتَ القميصِ ولمْستي استدعى
نـاجَيـتُـهُ فـي الـلـيـلِ آنَ دنـا
وجوارحي صرعى على صـرعى
مُـتـألِّـمًا والـهـادِلاتُ ضُـحـىً
في صدرِهـا مِنْ لهفـتي ترعى
وخواطري ليـسَتْ كـما سَـمِـعَـتْ
حـوراءُ عَيْـنٍ أرهـفَـتْ سَـمْـعـا
مِـنْ شــاعـرٍ عـطــشــانَ أوردةً
مـا زارَ نـبْـعًا يـشـتَـهـي نـبْـعـا
سـكرانَ منذُ رسـائلَ ابتـسـمَـتْ
ذاتَ التـقـيْـنا أعـيُـنًا جَـوعـى
وشِـــراعُـهُ يـنـوي بِـلا جِـهَـةٍ
أيَّ الكـؤوسِ تـعـتَّـقَـتْ شَـرعـا
أيـرودُ بـحـرًا مـا بـهِ سُـــفُـنٌ
بـيـنَ الشـواطئِ فـرَّقَـتْ رَبْـعـا
أم يـرتـضي بـالسـهـلِ مُـمـتـنِعًا
عـنْهُ الحـرامُ بـصـدرِها شَـفْـعـا
أم يـشـكـرُ الأخـلاقَ مِنْ فَـلَـكٍ
إحسـانُـهُ أنْ أحسـنَ الصُـنْـعـا
ما كـانَ مِـنْ شـمـسٍ عـلى قـمـرٍ
جَـمْـعٌ وفـيهـا أمـكَـنَ الـجـمْـعا
سـبحـانَ مَـنْ سـوّى عـلى مَـهَلٍ
فيـكِ الـدُّنـا في سَـبْعـةٍ سَـبْـعـا
واخـتـارَ جـنَّـتَـهُ وما وسِـعَـتْ
منِّـي عـيـونٌ تـعـشـقُ الوسْـعـا
فالـوردُ فـيـمـا أيـنَـعَـتْ شَـفَـةً
والصحْـوُ فيمـا أثـملَـتْ رضْـعـا
وتـمـسَّـكَـتْ بالـعُـروةِ الوثْـقـى
رُمَّـانـتـانِ إلـيْـهُـمـا الـرُّجـعـى
لـو عَـلَّـقَـتْ عـهـدَ السَّـماءِ بِـهـا
سِـــــــيّـانَ لا ضَـرًّا ولا نَـفْـعـا
أو حـيَّـرَتْ ربَّ الـشـذا رُسُـلٌ
مابيـنَ أنْ تـدعـو وأنْ تُـدعـى
سـأظلُّ وعـدَ الصـبْرِ مُـعـتنِـقًا
ما حاولوا عـنْ صـدرِكِ المنْعـا
لا تأمـنـي فـتـقـيَّـتي سـكِـرَتْ
وأصابعـي أمْـرَ الهـوى طَـوعـى
ــ أوعى: أوعى الشيء حفظَهُ
ــ قَدَّهُ: قطعَهُ
الشاعر حسن علي المرعي
٢٠٢٤/٤/١٩ م
تعليقات
إرسال تعليق