العودة لدمشق:للشاعر الكبير عادل ناصيف من سوريا
جمالُ الشعرِ إنْ جُنَّ استحالتْ
إلى لَوْزٍ قوافيهِ وتينِ
يموتُ الشعرُ يا فيحاءُ إنْ لَمْ
يكُنْ ورْداً وسيفاً في يميني
أداعبُهُ نديماً في اغترابي
أبادلُهُ الكؤوسَ فيحتسيني
وأحياناً أصبُّ عليه برْداً
وحيناً أصطليه ويصطليني
فتنمو دوحةُ العشّاقِ فيهِ
وإلّا كانَ مِنْ رمْلٍ وطينِ
لحى اللهُ الحروبَ وصانعيها
وكلَّ مُغامِرٍ عاتٍ خؤونِ
أنا يا شامُ أستجديكِ صفْحاً
دعيني في جنوني واغمريني
فكلُّ قصائدي خشَبٌ إذا لَمْ
تُلامسْها أصابعُ قاسيونِ
ولمْ تشرَبْ دمَ الشهداءِ خمراً
ولمْ تمسَحْ ببلسمِها جبيني
ولمْ يسبَحْ بها بردى ويغفو
على نَغَمٍ بها حلْوِ الرنينِ
فجُنّي يا قصيدةُ واستبيحي
شراييني وغلّي مِنْ وَتيني
وروحي استغفري جُثَثَ الضحايا
ورفّي كالحمامةِ واحْمليني
إلى وادي ( النصارى ) وساكنيهِ
هنالكَ أفرعَتْ ونَمَتْ غصوني
وفوقَ تلالِ ( كيمتِهِ ) صبيّاً( ١ )
عرفتُ اللهَ واكتحلتْ عيوني
وعرْبشْ يا صباحَ الشامِ واعزفْ
على وَتَري وخفِّفْ مِنْ أنيني
وقبِّلْ جبهتي واغسلْ فؤادي
أنا يا شامُ عدتُ إلى عريني
رميتُ الزير والجساسَ بحراً
وألقيتُ الحمولةَ من سفيني
أعود إليك سورياً جميلاً
نقيَّ الثوب خبزي من طحيني
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
أبيات مختارة من قصيدة العودة إلى دمشق
٤/ آب / ٢٠١٧ / دمشق
( ١ ) كيمتِه : ضيعة الشاعر
تعليقات
إرسال تعليق