ظنوا بنا:للشاعر فادي مصطفى من سوريا
ظنّوا بنا (تفعيلة الكامل)
أنا من أنا
أَوَكُلَّما دخلَ المشاعرَ شاعرٌ قالوا أنا !!!؟
أوْ كُلّما قرأوا قصيدةَ مُترَفٍ ظنّوا بنا !!؟
لستُ الّذي قطعَ الصّحاري باحثاً عن خبزةٍ
أو شربةٍ من نبعةٍ
أو من يصيدُ غزالةً تجترُّ في كرمِ المنى
قالوا : سنانُ الرّمح في صدر الأعادي مخلبي
قالوا : بلادُ الفرسِ في أعتى المعارك ملعبي
قالوا وقالوا ما يناقض مذهبي
أنا شاعرٌ يا أيّها الاخوان من بيت المشاعر موردي
ودموع أبناء الكرامة معبدي
فلتعصروا من كرم ديواني الأخير بكأسكم
وتذوّقوا حلوَ المرارةِ في جلادة بأسكم
وبفأسكم ...
ارموا على رأسي عوالمَ رأسكم
سيل القصائد يجرف النّجوى إلى
بحر السّنابل في بيادر من سلا
معنى المعاني في عيون قريحتي
ومليحتي الشّقراء تنسج حيرتي
طبقاً من النّور المعلّا للعلا
وشعاع صمتي ينشرُ الاحساس في وادي الكَلى
لا يستطيع النّوم أن يخزي يدي
سأظلُّ ذاك الواقفُ الموقوفُ عن رَكبِ السّباقِ
لأجل تعرية النّفاقِ بسَبرِ أوقات الصّلا
لا تسألوا
أيّاً من الأقلام مَن كتبَ الهوى
إن لم تكن بين الحروف هويّتي
وقضيّتي وشهيّتي وسجيّتي
لا أستحقُّ بأن أكونَ كما أنا
أنا غيمةٌ غرّاء فوف كتابِكُم
لا لست مغروراً فخلّوا بالَكم
دلّت عليَّ الشّمسُ عند شروقِها
بين الأنام وجاء منها قائلٌ :
الشّعر يمشي في البلاد كنوقِها
ويُحمّلُ الأسفارَ والأوزارَ والأسرارَ والأعذارَ للأشعارِ حتّى يستعيضَ بذوقِها
فيجيءُ قولي ناثراً أقماحَكم
ومهذّباً أرواحَكم
ومحقّقاً أطماحَكم
في عزف ألحان الرّياح العاتيهْ
ويغوصُ في سيل المياه الآتيهْ
ويموتُ ميتةَ عاشقٍ للموت بعدَ تنكّرِ الأزلام والأيّام والأحلام في قطف الجنى
هذا أنا
لا تسألوني بعد موتي من أنا
ضاع المنى
فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق