غانية:للشاعر الكبير د عماد أسعد من سوريا
غانية
وبحر الطويل
----
أتتنِي على استحياء والخدُّ يانعٌ
كزَهرٍ تَجَلَّى في عُروقي ونَمنَما
وسيمٌ من الخالِ المُدَلَّى على الُّلمى
أذابَ الجَنا شوقاً وأرخى توسُّما
خلِيطٌ من الأوهامِ بالوصف دلّني
وأذرى رمادَ العين في الشَّوقِ أولَما
وطالَ استباقي والصَّبا كلَّ صبوَتي
وماسَت بإطرافي فَتهذِي تنعُّما
ومن طيبِ أرياشِ الرّبيعِ الّذي سَنى
رقمتُ الهَوى غدرانَ خلٍّ تبرّما
وما الطّيبُ إلا سكرةً في أديمِها
تنفُّ النّدى بالوصفِ حيناً تألُّما
تُنادِي نميراً صاخَ في السَّار حفلةً
فأرسَى يراعِي في ثناها ورنَّما
جميلٌ من الألحانِ والتِّبر أيكهُ
تناغَى بحفِّ الحفِّ والرَّطب سلَّما
سقاني خوابي العشق علّاً رشفتُها
رحيقاً تمَسَّى في حُطامِي وأندَما
ربيعاً من الأزهارِ يربُو بذِكرِها
قواريرهُ العطرُ المُصفَّى فأضرَما
شَغافَ الجَنى والمتَّكِي في فنائِها
ومن بهجةِ التّلويعِ أضنا وأكلَما
ومازالَ بوحُ الخال يلثمُ خدَّها
ومن لذّةِ التَّرحالِ أفتى تأقلُما
به الطّيفُ غنَّى وانتشَى متلعثِماً
ومن جولةِ الغزلانِ أهدى غنائِما
مَطيرٌ من الغيماتِ هلَّت قطيرَها
رحيقاً هطولاً سالَ في اللُّبِّ بلسَما
أتانِي من الخِلَّان شدواً أظلَّها
ومن منهلِ الألقابِ لحناً تعمّما
جميعاً صباباتِ الهناء ِ الّتي غفَت
تراني أجيلُ الطّرفَ والطّرفُ قلّما
أناخَ النّسيمَ المُدلهِمَّ الّذي طَفا
تداعى إليهِ الهُدبُ والدَّمعُ حوَّما
وأندى رفيفَ العطفِ حتّى رفَا به
قلوبَ الغواني من سقامٍ تفاقَما
ومن نضحِ ثغرٍ لا يهابُ الوفا به
غريماً بأشعاري وما الحظُّ أولَما
سأبقى شريداً في صراطٍ من الجَوى
لألقى وهادَ العشق في الجِيدِ مَعلَما
----
د عماد أسعد
تعليقات
إرسال تعليق