يا نفس كفى جموحاً:للشاعر السوري الكبير عادل ناصيف
( يا نفسُ كفى جموحاً )
رسمتُ طيفكِ لا بالحبر والورقِ
لكنْ بريشةِ قلبٍ عاشقٍ ونقي
أعانق الطيف كالعشّاق أحضنه
عسى العناق به أنجو من الأرقِ
لم أطوِ جفني على حلمٍ به رغدٌ
لكن على طيفك المسكون في الحدقِ
ما إنْ هززتُه إلّا وانثنى عبقاً
كما هززتُ غصونَ الفلّ والحبقِ
رفيق دربي سيبقى ما حييتُ هنا
هو المنارة لي إنْ أظلمت طرقي
وقلتُ للنفسِ يا نفسي بلا طمعٍ
عشتِ الحياة وما فيها من الألقِ
أما كفاك جموحاً أنت مذهلةٌ
امشي الهوينى وغضّي وامسحي عرقي
أتعبتِني ومديدُ العمر أرهقني
فخفّفي الوطء إني اليومَ في رهق
نامي استريحي أنا أغلقتُ نافذتي
على الشذا وبقايا الأمس من عبقي
فكلُّ ما ادّخرتْ كفّاي متّكئٌ
على الكواكب مرسوماً على الأفقِ
ماذا تريدين بعد اليوم من جسدي
ما عاد يقوى على الإدلاجِ في الغسقِ
قطفتِ من شجر الأيّامِ زهوتها
لمْ يبقَ إلّا اصفرارُ اللونِ في الورقِ
أخشى عليك انزلاقاً في مواقدها
إيّاكِ أن تقربي منها فتحترقي
جفّتْ سحائبُ أيامي وليس بها
إلّا بقايا حبيباتٍ من الودقِ
لأجل عينيك خضتُ البحر مرتجلاً
واليومَ يا نفسُ أخشاه من الغرقِ
كوني قنوعاً ولا تغررْك باصرتي
كم من نفوسٍ هوتْ في باطن النفق
أنا جوادكِ داريه يصنُكِ غداً
منْ سطوة الموت أو من حاسدٍ نزِقِ
طيفُ الحبيبةِ أبهى ما خزنتُ وما
خبّأتُه بين أضلاعي وفي حدقي
أنا استرحتُ وما في العمر متّسعٌ
تحصّني بحبال الله وانطلقي
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
عادل ناصيف / توسن / أريزونا /
١٠ / ٧ / ٢٠٢٣ /
تعليقات
إرسال تعليق