حرائق الشوق:للشاعر الكبير رمضان الاحمد/ابو مظفر العموري من سوريا
حرائق الشوق
................
صِرنا كما لم نَكُن .من قبلِ لقيانا
حيناً أنا أنتِ.. بل حيناً وَأحيانا
يليقُ فينا عظيمُ العشقِ إذ نَبَضتْ
رَوائعُ الشعرِ أنغاماً وألحانا
مُمَزَّقاً كُنتُ بل قد مسَّني عطشٌ
من الفراق فعشتُ العمرَ ظمآنا
حَرائقُ الشوقِ أحيتْ كلَّ نائمةٍ
فَفَجَّرَتْ بَعدَ طولِ الصمتِ بُركانا
يَهتَزُّ جذعُ العناقِ الغضِّ منتفضاً
فأزهرَ الغصنُ ليموناً وَرُمَّانا
يفيضُ عِرقُ الندى المَنسيِّ من زَمَنٍ
كي تنبتَ الأرضُ نسريناً وَريحانا
أزرارُ نَصَّكِ قَد فكَّكتُها بيدي
وَرُحتُ أنهلُ منها بعضَ ذِكرانا
حَرفي وَحَرفُكِ كانا صوتَ لَهفَتِنا
لولا المَحَبَّةُ لا كُنَّا ولا كانا
أدمنتُ حَرفَكِ إدماناً وَهِمتُ بِهِ
لَطالَما كانَ حرفُ العشقِ إدمانا
غرقتُ في بحرِ عِشقٍ يحتويكِ فما
وصلتُ قاعاً ولا أدركتُ شُطآنا
قَدَحتُ صُوَّانَتَيكِ البيضَ في شغَفٍ
فأشعلَ القدحُ في جَنبَيكِ نيرانا
وَنَشوةٌ علقت في ثَقبِ ذاكِرَتي
وَرحتُ أسألُ عن أسبابِ نَشوانا
تساقَطَتْ لهفَةُ الأشواقِ عن جسدي
فاختَرتُ للنَصِّ بعد اللأيِ عنوانا
وَلَذَّةُ الرجفةِ القصوى حظيتُ بها
فأصبحَ العامُ.. كُلُّ العامِ.. نيسانا
لولا المحَبَّةُ صارَ الكونُ مَقبَرَةً
فالحُبُّ مَن يجعلُ الإنسانَ إنسانا
...........................
أبو مظفر العموري
رمضان الأحمد.
تعليقات
إرسال تعليق