صرخة انثى :للشاعر القدير أكرم عبد الكريم ونوس من سوريا
صَرخَةُ أُنثى
مُتَكبِّرٌ
مُتَجبِّرٌ
يا أَنتَ
يا قَلبٌ حَجَرْ.
لا لَسْتُ آسَفُ
أَنَّني أَمحو بِلا وَجَلٍ
مَلايينَ الصُّورْ.
مِنْ وَهمِ ذاكِرتي
التي جَرَّعتَها
أَتْرَعتَها
سُمَّ القَهرْ.
أَنا مَنْ عَشِقتُكَ
بالجَوارحِ
والمَسامِعِ
والبَصرْ.
وَرهَنتُ أَحلامي لَدَيكْ.
وَوضَعتُ روحي
كالأَسيرةِ في يَدَيكْ.
وَغَرِقتُ في بَحرِ الخَيالِ
يَشُدُّني
شَوقُ المَجانينِ إِليكْ.
وَحلُمتُ أَنَّكَ جِئتَني
أَلبَستَني ثَوبَ الزَّفافِ
حَملتَني.
وَسَريتَ بي بينَ النُّجومِ
غَمَرتَني.
وَبَنيتَ لي قَصراً مِنَ الأَحلامِ
يَحضُنهُ القَمرْ.
أَوهَمتَنِي
وَزَعَمتَ أَنْ أَحبَبتَني.
وَأَرقَّ ألفاظِ الهَوى أَسمَعتَني.
وَحَلَفتَ أَنِّي لَم أَزلْ
وَحدي الَّتي أَسْكَنتَها القَلبَ.
وَحدي الَّتي
أَعطَيتَها الحُبَّ.
وَجَمعتَ
مِن أَجلي الكَواكِبَ
وَاختَزَلتَ بِيَ البَشَرْ.
كَم قُلتَ:
أَنِّي واحَةٌ خَضراءُ
تَعبَقُ بالرَّياحينِ.
كَم قُلتَ أَني زَهرَةٌ
شَفَّافَةُ الإِحساسِ
أَو ما كُنتَ تَعنيني.
وَعَلِمتَ
أَنَّ سَريرَتي بِكرٌ
وَأَنقى مِن بَياضِ الثَّلجِ
عاطِفتي.
وَكُلُّ الحُبِّ
كُلُّ الحُبِّ
يَسكُنُ في شَراييني.
وَعِشقي
في حنايا القَلبِ
يَحفُره القَدَرْ.
يا أَنتَ:
كَمْ سَوَّفتَني.
وَزَعَمتَ
أَنَّكَ في الوَريدِ غَرَستَني.
حَتَّى إِذا أَدرَكتَ
صِدقَ مَحَبَّتي
وأَسرتَني.
أَودى غُرورُكَ بِالبَقيَّةِ
مِن عَواطِفكَ الَّتي
لم تُخفها
وَغَدَوتَ وَجها آخراً
غيرَ الَّذي عَوَّدتني.
وَطعنتَ عُمقَ كَرامتي
وَجرَحتَني.
وَتَركتَني وَحْدِي
يُساكِنُني الخَطرْ.
وَحدي
تُساهِرني الهُمومُ
تَلوكُني.
وَأَنا الَّتي أَرهَقتُ جَفني
بالبُكاءِ وبالسَّهرْ.
فَجميعُ آمالي
الَّتي حَطَّمتَها
وَشُموعُ أَشواقِي
الَّتي أَطفَأْتَها
وَرَفيفُ أَحلامي
الَّتي مِنْ دِفئِهِا أَيقَظتَنِي
كانَتْ رَسولَ مَحبَّةٍ
أَنكَرتَ إِذْ أَنكَرْتَني.
وَنسيتَ
أَنِّي وَردَةٌ ظَمأَى
وَأَحلُمُ بالمَطرْ.
أَتقَنتَ دَورَكَ جَيِّداً
صَوَّرتَ قَلبَكَ مَعبَداً
وَنَسيتَ أَنَّ العَتمَ
يَجلوهُ السَّحَرْ.
وَنَسيتَ جَهلاً أَنَّني أُنثى
إِذا أَغضَبتَني
فَبداخِلي حِممٌ
لَو انْفَجَرتْ
فَما أَحلى سَقرْ.
***
شعر
أكرم عبدالكريم ونُّوس
سوريا
تعليقات
إرسال تعليق