لم أزل:للشاعر الكبير رمضان الاحمد/ابو مظفر العموري من سوريا
لَم أزَلٰ
........
بَينَما أهذي بِها أبصَرتُها
حينَ مَرَّت بِحَياءٍ وَخَجَلْ
وَتَبَدَّت مِثلَ بَدرٍ كامِلٍ
في ظلامِ الليل من خلفِ الجَبَلْ
كانَ في عينَيَّ ضَعفٌ واضِحٌ
مِن بُكائي. وازرِقاقٌ في المُقَلْ
قلتُ لُليُمنى: أ هذي غادَتي؟
فَأجابَت: إنَّني أخشى الزَلَل
قالت اليسرى جوابي (رُبَّما)
لستُ أدري أصواباً أم خَطَل
فاستَشاطَ القلبُ غَيظَاً هاتِفاً:
فلتَسَلنِي. قلتُ: مَن؟ قالَ: أمَلْ
قُلتُ: ما أدراكَ. قالَ: انتابني
حِينَ مَرَّت هاجسٌ مِثل الشلل
واختلال النبضِ أضحى واضِحَاً
بارتيابٍ كُلَّما.... عَلَّا نَزَلْ
قُلتُ: أَهلاً بالَّتي لَم أنسَها
رَغمَ هَجرٍ قاتِلٍ لا يُحتَمَلْ
أَهَل اشتَقتِ للقيانا كما
شدَّني الشوقُ لَهُ؟ قالَت: أجَلْ
كيفَ أنساكَ وَقَد عَلَّمتَني
ذاتَ يَومٍ كُلَّ أَسرارِ القُبَلْ
فافتَرِشنِي كي تُواري لهفتي
بَلَغَ الشوقُ بِنا حَدَّ الثَمَلْ
فانتشينا في عناقٍ عارِمٍ
وَانصهَرنا في جحيمٍ من قُبَلِ
قلتُ: هَل مازِلتِ سَكرى غادَتي؟
هَمَسَت لي بِدلالٍ: لَم أزَلْ!!!
.......................
ابو مظفر العموري
رمضان الأحمد
تعليقات
إرسال تعليق