حلم يموت:للشاعر المتالق فادي مصطفى من سوريا
حُلُمٌ يموت. /تفعيلة الكامل/
كنّا وصلنا من هناكَ
مبعثرينَ بما مضى
كنّا جَنينا العوزَ من كفّ الرّضى
كنّا أقمنا العرسَ في ساحاتنا
واستسلمَ البعّوض من سهراتنا
كنّا وكان الزّيفُ يحفر حفرةً
وسعت لكلّ القائمينَ
كمثل طفلٍ أُجهِضَ
ثارت على خضر الحقول مناجلٌ
من قبل أن تقتصّ شمس الصّيف من قمح المدى
واستُقدِمَت ريحٌ تثيرُ زوابعاً
لم تترك الألحان تأتي بالصّدى
وحبيبتي...
صُلِبَت على نخل التّصبّر مرّةً
وعلى حجارة منزلي وجدت همومي صرّةً
أين الهدى..
ماذا يجيب اللّيل والصّبح العتيد مسافرٌ
لا يُستَحبُّ الضّوء في بطن الرّدى
فقدِ اقتضى
أن نطردَ الباقين في أحلامنا
حلمٌ هناك تمرّدَ
حلمٌ يموت إذا بدا
وتعذّرَ الفشلُ الذّريعُ بربوةِ الآمالِ
أنّ الصّيف يطفئه النّدى
وتجدّدَ ...
وعدُ المطر
بغيوم صيفٍ تستحي لمسَ الوتر
مثل الحجر
في كفّة الميزان في غشّ البشر
إنّا قطعنا الشّكّ في خيط البلاهة والسّفاهة والإباء
وعناكبٌ نسجت على إيماننا
شبك الوفاء
ومواقد الأبناءِ فوق النّار ماء
فإلى متى هذا الثّغاء
قلبي يرفرف تاركاً حزن القفص
والشّعر من آلامه حزناً رقص
والأرض راحت في موازين الحصص
وأبي يبيع النّوم حتّى يشتري
خبز الكرامة دون قص
أين المقص.. !!!
فهناك أوتارٌ على قيثارة الأحلام لا نحتاجها
وهناك شِعرٌ زائدٌ
عن طول مشط مسامحٍ
والظّلم كان نتاجها
إذ ما غرزتَ الكفّ في صدر الّتي
باعت حياض الحرب موسم هجرةِ
لن تمرق الغيمات فوق مدينتي
وحديقتي
ويضيع فوق مرافئ الأحلام حبل سفينتي
ويموت عصفور الكرامة حين طار وغرّدا
نام الهدى
واستفرغت كلّ الشّواطئ قيئها
واللّيل يطرد فيئها
والشّعبُ ....
ضاع الشّعب في خبز الصّدى
سُرق النّدى
فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق