ذات الرضاب:للشاعر كمال الدين حسين القاضي من مصر
ذاتُ الرضابِ ذاتُ الرضابِ بهزِ الجذعِ تمْنحنا
خيرَ المذاقِ بطولِ العمرِ الوانا
بنتُ الشموخُ بكلِّ الجودِ باسقةٌ
نحوَ السماءِ تراها العينُ بستانا
كمْ إنَّها عينُ طبٍ ثمَّ نافعةِ
لكلِّ أنسٍ يرومُ الزرعَ غيطانا
خضراءً رأسٍ بطولِ العمرِ زاهيةٌ
تعطي لمنْ قد رمى رزقَا وإحسانا
ممشوقةٌ في بناءِ الجسمِ ساحرةُ
تمضي بغيرِ خريفِ الدهرِ أزمانا
ثمارها عندَ صومِ الشهرِ مطعمنا
إنِّي أراها غذاءُ القومِ أحيانا
خيرُ الأنامِ معَ الأصحابِ يأكلها
زاداً لذيذًا يزيدُ النفسَ شكرانا
إنَّ النخيلَ قديمُ الأصلِ منبتهً
منذُ العصورِ يقيمُ الأرضَ عمرانا
جلَّت منافعهُ عندَ الورى قدما
في صنعِ ما ينفعُ الأقوامَ بنيانا
إنِّي مقرٌ بذاتِ التمرِ نازلةٌ
في كلِّ نهجٍ يزيدُ العبدَ إيمانا
اللهُ يأمرُ عندَ الطلقِ طاهرةً
تجني رطيبَا بهزِّ الجذعِ إذعانا
هذي البتولُ تطيبُ التمرَ مطْعمها
هذا البيانُ تلاهُ النورُ قرآنا
ليفُ النخيلِ كثيرً الصنعِ منسجهُ
مثلُ الحبالِ إذا ما زرْت حيوانا
والسعفُ منهُ قفافُ الحملِ كاملةٌ
في كلِّ سوقٍ حوى موزَا ورمانا
إنَّ الجريدَ لهُ باعٌ ومنفعةٌ
في كلِّ بيتٍ إذا ما زرْتَ سكانا
بقلم كمال الدين حسين القاضي
تعليقات
إرسال تعليق