التراب لنا :للشاعرالكبير فادي مصطفى من سوريا
التّراب لنا
سألتُ ناجٍ مِنَ اللّيمونِ كم دُفِنا
كأنّما الدّمعَ ريحٌ تُغرقُ السّفنا
أبي وأمّي وأطفالي وصاحبتي
مضوا جميعاً وفيهم أحرقوا السّكنا
دعني أموتُ فقلبي نام عندهمُ
فلو صحوتُ فلن ألقى هنا وطنا
ألملمُ الصّوتَ من أشلاء ذاكرتي
وأجلدُ الصّمتَ كيفَ استنكرَ الأذُنا
ليت السّيوفَ أطاحت عنق راحلتي
قبل النّجاة منَ الذّئب الّذي كمنا
إذاً لكنتُ نسيّاً دون مؤنستي
وكنتُ دون شقاءٍ في الحياة هنا
مخالبُ الهرِّ لو في حبسهِ فعلت
ما كان أكثر من شعبٍ لكم سكنا
تغريبةُ اللّيل عاثت في العباد وهل
يساعد الشّجرُ المقطوعُ من حزنا
كالسّنديان جذور الويل في جبلٍ
تعوّدَ الحزنَ والتّرحالَ والكفنا
ما كان في حلبَ الشّهباءَ مستتراً
ليعلنوه جبالاً والحريق دنا
فلستُ أخشى على الزّيتون لو جبلوا
دم الرّجالِ بأرضٍ والتّرابُ لنا
فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق