أين ملاذكم:للشاعر القدير فادي مصطفى من سوريا
أين ملاذكم
خجِلتُ إلى أن صرتُ أختزلُ الصّدى
وأخشى بمدح العُربِ أن أتنهّدا
كرهتُ ظهورَ الشّمس فوق بلادنا
فلا شيء فيها ما يناقضُهُ الرّدى
سلامٌ على قبرٍ يدثّرُ عاقلاً
أرادَ التّفاني فاستراحَ مع الهدى
فلا في طريق الحقّ نلقى مؤازراً
ولا في التّنائي لو أردتَ موحّدا
كأنّ بلاد العُرب صارت مواسماً
لقتل من استرضى السّلامَ وأغمدا
إذا شئتَ أن تهدي السّماء حمامةً
غفيرٌ من الأزلام قام وسدّدا
وإن شئتَ أن ترتاح في لجج الهوى
يقولونَ أنّ الحبَّ عارض معبدا
بأيّ ذنوبٍ يا إله خلقتني
بأرضٍ ثراها لا يزال معقّدا
بلادُ الجحود الكافرينَ بدينكم
تراها جناناً والسّلام تمدّدا
إذا قلتَ للأعراب أين ملاذكم
فما كان للإسلام فيهم مقعدا
إذا الذّئبُ أفتى للقطيع توافدت
كباشُ المراعي والرّياءُ تودّدا
تقدّمُ قرباناَ وتسلخُ نعجةً
لتكسبَ يوماً آخراً متجدّدا
إذا عشتَ يوماً لن تعيشَ معمّراً
سيأتيكَ دورٌ لو قطيعُكَ بُدّدا
رأيتُ الّذي لا يستديرُ لجائعِ
لأجل زكاةٍ صار يقصد مسجدا
أخيطوا بني أمّي شراذمَ شملكم
قُبيلَ جفافٍ ليس يطرقُهُ النّدى
على جلدكم من يكتبونَ مفاتناً
لتُشعَلَ نارٌ لن تطاوعَ مُخمِدا
تقلّدَ سيفَ الحاكمين صغارُهم
فضاعت سيوفُ الثّائرينَ عن العدا
وأضحت دماءُ المسلمين جداولاَ
ولستَ تلاقي في النّوائبِ منجدا
فُرادى وجمعاً يتبعونَ بعيرَهم
لبولٍ شفاهم والحرائقَ برّدا
فهل من عقولٍ في العروبة كلّها
إذا كان هذا في العقيدة موردا
سنبقى بأوطانٍ تناحرُ بعضها
فكم قد خذلنا في الصّلاح مُحمّدا
خجلتُ ونفسي لا تبرّئُ أصلها
قتيلٌ أنا من قبل أن أتعمّدا
فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق