بين الراس والقلم: للشاعر السوري فادي مصطفى
بين الرّأس والقلمِ
هناكَ نارانِ بين الرّأسِ والقلمِ
نارٌ تهوجُ ونارُ الرّفضِ بالغنمِ
أحاولُ الصّمتَ لكن لا ملاذ بهِ
وهل نكوسُ رؤوسِ النّاسِ بالشّيَمِ
يجيرُكَ الخوفُ لكن حين تسكنُهُ
وقتَ الكرامةِ لن تعلو عن القدمِ
بعضُ الكرامة شوكٌ حين تقطفُها
جوريّةُ العنقِ المصبوغِ فيه دمي
أيرقصُ الغنمُ المذبوحُ محتفلاً
ويحزنُ السّيفُ في غمدٍ منَ الألمِ؟
جِد في صراخِكَ شيئاً من تذلّلِهم
وفي سماعِكَ أصواتاً منَ النّدمِ
تيَبّسَ الدّمعُ في أطراف من لهثوا
خلف الحياة فجاء الموتُ بالدّيَمِ
سأطردُ الخوفَ من طفلي وأُعلِمُهُ
أنّ العصافيرَ في بوّابةِ النّغمِ
لكن غروبَ شموس الحقِّ خمرتُها
تعطي الجوابَ بأنّ الحقَّ لم يقمِ
فمن يرونَ حصاداً في الكرى كذبوا
فهل تكلِّمُ إلّا من لسانِ فمِ ؟
جرحُ الوليدةِ يروي قصّةً حدثت
بين الذّئاب وبين الوالدِ الهَرِمِ
فهل نصدّقُ أنياباً إذا ابتسمت ؟
وهل نكذِّبُ طفلاً صافيَ الذِّمَمِ ؟
صوتٌ تشدّقَ بالإيمانِ متّعظاً
بمن يهرولُ صوبَ المالِ والقِمَمِ
جهنّمُ امتلأت والله وارتعدت
هل من مزيدٍ منَ الأعرابِ والعجمِ؟
سيخرجُ النّورُ من بعد الظّلامِ وقد
تراكمَ العتمُ والمظلومُ لم ينمِ
وتُدفَنُ الرّايةُ السّوداء في تُرَبٍ
ويشرقُ الصّبحُ من إيماءةِ العَلَمِ
فكن على ثقةٍ بالله منتظراَ
صفحاً يجيءُ على إيقاظةِ الحُلُمِ
فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق