راح الرواح:للشاعر السوري فادي مصطفى
راحَ الرَّوَاحُ
في قبضةِ اللّيلِ ما أروي وما أهِبُ
جدائلُ الشِّعرِ تمحي لونَها الحُجُبُ
أعتّقُ الصَّبرَ في صدري وأسكبُهُ
شِعراً ترفرفُ في أوراقهِ الكُتُبُ
مَوجي يُلاطمُ مَوجي حين أنفُسُهُ
ولا مرافئَ تستهويكَ يا أدبُ
أرمي الشِّباكَ لعلِّي أستشفُّ يداً
تطبِّبُ الحرفَ في الآلامِ يا عربُ
فلا تعودُ شِباكي من مَغَبَّتِها
ولو تعودُ أصولي منكِ يا حلبُ
يُعيرُني الضّوءُ ليلاً بعضَ أجنحةٍ
فأجعلُ النّورَ في الآفاقِ يضطربُ
فهل تَرَونَ شُعاعاً من منابعِهِ
أمِ المُغَيِّبُ يسعى صوبَ من كذبوا
أرى الشَّواعرَ تعلو والرِّياءُ هَوىً
هلِ النِّفاقُ تدنّى أم هوَ الحَسَبُ
سادَ البغاءُ بدُنيا لا حكيمَ بها
فهل يُبَرَّأُ من أدرانِها النُّجبُ
تسائلَ السّيلُ من أينَ الحَصاةُ بهِ
هلِ الصّخورُ تخلَّت أم هوَ السّببُ
راحَ الرَّوَاحُ رحيلَ الرّوحِ من جسدٍ
يُريحُ ريحَكَ أنَّ الرَّحلَ يحترِبُ
خابَ الخِمارُ ولا أخفى مخالبَ مَن
خلّى المَخاوِفَ تخزي من لنا خَطَبوا
آوي إلى العتمِ لا نوراً يرافقني
أمشي بظلّينِ لا شمساً ولا سُحُبُ
أروي وأصرُخُ لا آذانَ تسمعُني
كأنّما القبرُ يخفي صوتَ مَن صُلِبوا
تحجّجَ النّأيُ أنّ البعضَ يدفعُهُ
وفي الصّليبِ يُلامُ الرَّبطُ والخشبُ
أنامُ ملء جفونِ اللّيلِ عن حُلُمي
تضاءلَ الخبزُ حتّى كادَ يغتربُ
فاسرج حمارَكَ إنَّ الخيلَ بَهرَجَةٌ
بين الحميرِ ولا فخراً لمن يَثِبُ
فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق