وصايا مجنون لم تكتمل:للشاعر ابراهيم عثمان
"وصايا مجنونٍ لم تكتمل"
أنا الذي
كسرَته القصيدة حين توضّأتْ بي الكلمات،
فانطفأتْ شُعلتي في دمِ الحبرِ،
وسكِرتُ من ضوءٍ
لم تعرفه الشمس.
صعدتُ إلى العقلِ وحدي،
ولم أجد إلّا قُبورَ الفلاسفةِ
ينتحرونَ في قاعاتِ الدرس.
قال لي هيجل:
"لا تعوّل على الجدل،
فالجنونُ أصدق من النسق."
وقال ابن عربي:
"ارحلْ إليك... فإنك المبتدأ والمنتهى."
كنتُ شاعرًا،
لكني لم أكتبْ بيتًا إلّا وكان فخًا في لحمي.
كنتُ عاشقًا،
لكنها قالت:
"أنت أكثرُ من أن تُحَب...
وأقلُّ من أن تُفهَم."
يا الله
هل كانت الحياةُ تجربةً أدبية؟
أم مجزرةً نُفِّذتْ ببلاغةٍ؟
ضحكتُ كثيرًا على مسرحِ البرلمان،
كانوا يصوتونَ على موتي،
بأسماءٍ مستعارة،
وملابسَ مُعطّرةٍ بالنفاق.
لكنني
صفّقتُ لهم...
لأن الجنونَ لا يخون.
أنا النبيُّ الذي لم يُبعث،
والثائرُ الذي لم يُقتل،
والفيلسوفُ الذي ضاعَ في صوفيّته.
كتبتُ على جبيني:
"لا تصلّوا عليّ إن متُّ،
فأنا حيٌّ في قصيدةٍ...
لم تُكتب بعد."
بقلم: ابراهيم عثمان
تعليقات
إرسال تعليق