هذا الزمان عتيٌّ:للشاعر السوري فادي مصطفى
هذا الزّمان عتيٌّ
ما أصلفَ الدّهرُ غَثّاً مثلما صلفا
هذا الزّمانُ ولا من صبيةٍ قلفا
نؤمّلُ الفجرَ لكن بعد مسغبةٍ
كان الصّباحُ غُدوّاً صار منصرفا
تأتِ الإتانَ فِتاءٌ دون بعلتهم
هي الرّجولةُ أم كانت بهم شغفا؟
يجاهرُ الرّهطُ أنّ الحقَّ ديدنُهم
وفي الحقيقة هم للحقِّ من نسفا
فمن تعلّلَ بالتّاريخِ معتبراً
أنَّ الحضارةَ فُسقٌ : ضيّعَ الخَلَفا
فكيف تسترُ والأنيابُ بارزةٌ
فهل رأيتَ بغيّاً يحرسُ الشّرفا ؟
أقم حدودَك واترك للورى يدَهم
على ثراها تعي في عوزِها ترفا
ما كلّفَ اللهُ مكفوفاً على بشرٍ
فما شهدتَ بغيضاً يشغفُ الكَلَفا
كلّ المراكب للميناء مقصدُها
فمن تخلّفَ كان الإثمَ مقترِفا
يطاردُ الذّئبُ غزلاناً ليأكلها
وإن سألتَ ففي مقصوده اعترفا
فهل ستأكلُ طفلاً حين تذبحُهُ
وأنت كالخلقِ، تُبدي الطّيبَ والأسفا
أجر أخيكَ بإنسانيّةٍ فُرِضت
منَ الرّحيم على ميزانه هدفا
فمن تكلّلَ بالإيمان: نعرفُهُ
ومن تعذّرَ بالشّيطانِ: قد خرِفا
إذا عطشتَ فما للماء من بدلٍ
سيرسلُ اللهُ غيثاً للّذي عرفا
وإن نسفتَ عهوداً كنتَ تطلقُها
حقّ العذابُ على من يأكل الجِيَفا
هذا الزّمان عتيٌّ فاستقم معهُ
وانظر أمامك إنّ الأمسَ قد سلفا
فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق