خمرة البعد :للشاعر السوري غسان الضمان
خمرة البعد :
لقد شربت كؤوس الهجر مترعة
وللدواء بطول البعد أفتقر
أصبحت أهذي وفي الأحشاء مجمرة
تكوي الضلوع وفي القلب ينشطر
في الشعر أذكر من في القلب أحفظه
وليت شعري ، أمن في القلب يفتكر ؟
حر الغرام لهيب يعتري جسدي
من حره قد يذوب الصخر ، والحجر
قلبي بهم ولع يحسو مودتهم
قلبي بهم ولع غابوا ، وإن حضروا
كنا معا في الليالي نقتفي أثرا
يا سعد من في النوى يبقى لهم أثر
فكم سردنا حكايا الحب في وله
وفي الخوافي يدق القلب والوتر
حبا وشوقا ، وفينا القلب مزدهر
لم يبق للبعض فيما بيننا خبر
في بعدكم وجع يكوي الفؤاد وفي
مداخل الروح مني الحزن يعتصر
لم البعاد ؟. فهذا البعد أرهقني
وفي تلافيف قلبي يطحن الحجر
وفي بعادي عنكم أرتوي ألما
ويحتوي أضلعي الآلام والخدر
عودوا إلي أحباء بعودتكم
يروى فؤادي كما يروي الربا المطر
في بدأة الليل هذا العشق نخمره
يبقى طوال دواجي الليل يختمر
والحب نقطفه في الصبح مختمرا
وفي القلوب لبرج الحب نعتمر
نبقى نصوغ سبيك العشق في وله
والعقل يهذي وفينا القلب ينفطر
من سلسبيل الهوى تروى خوافقنا
وفي الحنايا ورود العشق تزدهر
فليت يأتي ولو بانت ملامحه
تغيب عن نظري الأفلاك والقمر
كالبدر تسطع في ليلي مفاتنه
وأحسب النجم باد حاقه زهر
لأقتفي العشق ترتيلا بصومعة
فيها هلال حبيب رده القدر
كالغيث إن رذذ الأحشاء ينعشها
ولا هواه وعشقي سوف يندثر
هم الأحبة ، هم نبضي وأوردتي
لا علم عنهم . لاحس . ولا خبر
مازلت أصدح في شعري وقافيتي
وفي الخفايا شغاف القلب تستعر
...........
بقلمي غسان الضمان
تعليقات
إرسال تعليق