بذكرى رحيل العبقري منصور الرجباني :للشاعر السوري. الكبير عادل ناصيف
في ذكرى رحيل (العبقري ) منصور الرحباني
أنشر قصيدتي هذه لأول مرّة .
كتبتها في ٣/ ١/ ٢٠٠٩ / بعنوان
( العبقري ) منصور الرحباني
عانقَ الأرزَ واستطابَ العناقا
ومعَ اللهِ في الخلودِ تلاقى
عبقريٌّ يُزاحمُ النجمَ حيناً
ثُمَّ حيناً يفوقهنَّ ائتلاقا
نشرَ الحبَّ والتآخي وصلّى
لبلادٍ تمزّقتْ أوراقا
إنّهُ الماردُ الذي قام يبني
وطنَ الحبِّ فاستحقَّ العناقا
منْ ضلوعِ الجبالِ شادَ عروشاً
ومنَ الجرحِ طهّرَ الآفاقا
إيهِ لبنانُ ما فقدتَ أميرًا
أو زعيماً بل مبدعاً خلّاقا
أيُّ خطْبٍ أجلّ منه لتحني
هامةَ الحزنِ لوعةً واحتراقا؟ (١)
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
حملَ الفنَّ في جناحَيهِ حرّاً
حينَ غصَّ المكانُ فيه وضاقا
وتسامى كما النسور وأحيا
الذوقَ فينا وقوّمَ الأخلاقا
وتعاطى مع النفوسِ حكيماً
وجميلاً وثائراً عملاقا
صهرَ الحرفَ فاستحالَ عجيناً
في يديهِ وصاغهُ أطواقا
فغدا الشعرُ في يمينه عقداً
منُ عبيرٍ وطوّق الأعناقا
مسْرَحَ الشعرَ فاستنارتْ عقولٌ
ونفوسٌ هفَتْ إليهِ اشتياقا
إيهِ لبنانُ ما فقدتَ أميراً
أو زعيماً بل مُبدِعاً. خلّاقا
أيُّ خطبٍ أجلُّ منه لتحني
هامةَ الحزنِ لوعةً واحتراقا ؟
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
عشتَ فيه مراهقاً وكبيراً
لسوى الحبِّ ما استراح وراقا
مثلَ ماءِ الربيعِ فاضَ جمالاً
فوقَ لبنانَ والثّرى يتساقى
كحَّلَ الصبحَ والمساءَ وغذّى
وسقى الأرزَ فازدهى إشراقا
رسمَ الشعرَ في أعاليك لحناً
أبديّاً وتوّجَ الآفاقا
كلُّ غصنٍ من أرزٍ ربٍّكَ باكٍ
فوق صنّينَ أطبقَ الأحداقا
إيهِ لبنان ما فقدتَ أميراً
أو زعيماً بل مبدعاً خلّاقا
أيُّ خطْبٍ أجلُّ منه لتحني
هامةَ الحزنِ لوعةً واحتراقا
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
شغلَ الأرضَ والسماءَ لتبقى
ناضرَ العودِ بالشذا عبّاقا
كان للفنِّ مُخلصاً ووفيّاً
ما تعاطى معَ الغناءِ نفاقا
هذّبَ الفنَّ واستعادَ صباهُ
حينَ أضحى على السريرِ مُعاقا
علّمَ الطفلَ كيف يغزلُ لحناً
سرمديّاً وعلّمَ العشّاقا
غازلَ الطيرَ في الفضاءِ وأغنى
الغصنَ طيباً ورقّصَ الأوراقا
بعلبكُّ أما سمعتَ صداها
يمخرُ الريحَ ما استطاعتْ فراقا
أظلمتْ شمسُها وغابَ سناها
قدْ أضاعتْ شهابَها البرّاقا
تسألُ الصبحَ والكواكب عنه
أينَ أمسى وما اعتراهُ ولاقا
هوَ فوق السحابِ مازالَ حيّاً
في سماها كشمسِها خفّاقا
إيهِ لبنانُ ما فقدتَ أميراً
أو زعيماً بلْ مُبْدعاً خلّاقا
أيُّ خطبٍ أجلُّ منه لتحني
هامةَ الحزنِ لوعةً واحتراقا ؟
علَمٌ من مدينة الشمسِ يُطوى
في سماها أما استحقَّ العناقا ؟
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
( ١ ): إشارة إلى قول رئيس مجلس الوزراء اللبناني آنذاك
ردّاً على سؤال أحد الصحفيين لماذا لا تعلنون الحداد ليوم
واحد فقال هازئاً : كل ما مات فنّان بدنا نعلن الحداد ؟ )
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
عادل ناصيف / دمشق/ ١/٣/ ٢٠٠٩ /
تعليقات
إرسال تعليق