شدا يراعي:للشاعر السوري أكرم عبد الكريم ونوس
شَــدا يَـراعـــي
------------------- البحر الوافر
بِروحي ظَبيَةٌ بين المَراعي
سَرَتْ أَنفاسُها ، فَشَدا يَراعي
يُغَرِّدُ بالمَطالِعِ والقَوافي
وَيَسكُبُ لَوعَة القَلبِ المُراعِ
أَجل يَدري بَما يَجتاحُ فِكري
لِـكُـلِّ مـكـامِـنِ الإِبــداعِ واعِ
بَدَتْ تَندى بها وَجَناتُ حُسنٍ
تُـزيِّـنُـهــا رَقيـقــاتُ الـطِّبــاعِ
لَقد جَرحَتْ نَواظِرُها فُؤادي
وَيأْتيـهـا كَمـا المخمـورِ سـاعِ
تَملَّكني هَواها فَزُدتُ عِشقاً
وَباتَ القَـلـبُ رَهـنـاً للضَيــاعِ
بِسَمعي مِنْ مَلافِظِها كُنوزٌ
بِها تُغري الأَصمَّ على السَّماعِ
حَكَتْ زَهرَ الرَّبيعِ الغَضِّ حُسناً
وَشَمسـاً عَـطَّـرتْ كُلَّ البِقــاعِ
وَيومِضُ في مُقَبَّلِها شُعاعٌ
وَلَم تَخلُ النُّجومُ مِنَ الشُّعاعِ
بِمُقـلَتِـهــا بُـحـورٌ هــادِراتٌ
وَلا يَقوى على مَوجٍ شِراعي
أَرومُ وِصالَها فَيطول بُعدي
وَما نَيلُ الوِصالِ بِمُستَطاعِ
وَأَنصحُ مُهجَتي وَبِها سَعيرٌ
فَلا تَخشَـي بُعـاداً أَو تُراعي
تَعوَّدنا على الهُجرانِ كَيما
نُعاني مِـن شُجــونٍ وَالْتـيـاعِ
فَكـمْ نَزَفـتْ مَآقيـنا حَـنيــنـاً
وَأَغـرَقــنـا مَـنـاديــلَ الــوَداعِ
وَلَـوَّحــنـا بِــأَيــــدٍ واهِـنـاتٍ
فَتَنسَكٍبُ القُلوبُ على الذِّراعِ
شِعر
أَكرم عبد الكريم ونُّوس
سوريا
تعليقات
إرسال تعليق