الأمر لله:للشاعر السوري محسن الرجب
ألأمر لله ...
ماذا أُحدث ماذا ينزف القلمُ
ماذا أقول و هذا القلب يأتزمُ
زهو الشباب مضى و الشيب صرّفه
ثلجاً يذوب كعمري و المدى قتمُ
من غابر الأمس أضواءٌ تُعللني
أن الضياء بشيرٌ باسمٌ قدِمُ
فيه المحطات ألوانٌ مزركشةٌ
قطار سكّتها يعدو و يبتسمُ
تحفّه غُصُنٌ من جانبيه إذا
هبَّ النسيم و فاحت بالشذا القمم
في شرق بيدرنا وادٍ يهيم به
ماءٌ ترقرق من ألطافه ألنُّسُم
لا زلت اسمعه شدواً تحن له
طير الصباح فيندى شطه الحَلِمُ
ما أجملَ الحُلُمَ المغروس ذاكرتي
سلوى أراه لقلبي ليت يستقم
في غربة الروح اوجاعٌ تسامرني
في العتم في الضوء من كل الذي زعموا
و النفس تنأى كأن القحط عجّفها
او جال في غورها أو صابها الوهم
تدور عينيَ كالمغشيِّ طارقةً
و الدربُ مبهمةٌ و الشوك يعتزم
أدمى بيَ القدمَ المغدور خطوته
عند المفارق لا رشدٌ و لا همم
ماذا اقول و ماذا ينزف القلم
تاهت مشاربنا و استفحل العَدِمُ
مثل الغبار أتى سُمّاً بكارثةٍ
كالريح تزفر طغياناً و تلتهمُ
و الناس سكرى بفقد النور مثكلة
نظْراتُها أملٌ في الله يرتحم
و الوقت يمضي على الأيام مثقلةٌ
ساعاته كدبيب النمل تنصرم
ماذا أقول و قد خابت مواقدنا
و الأمرُ لله لا كفرٌ و لا ندم ُ
محسن ...
تعليقات
إرسال تعليق