جرم الغرام :للشاعر السوري غسان الضمان
جرم الغرام ............ ( البحر البسيط )
جنون شِعري على مَن غاب عن نظري
وأضرم النار في الأحشاء والوتر
ما ظَلّ في الجسم أضلاع تساعدني
صارت رمادا وكم عانيتُ من ثَبَر
هدر الِّدِّماء حلالا من متيّمتي
ولا شفيع له يحمي من الهَدَر
إِنْ كان هَدْرا نزيزا لا اكتراث به
فالروح تعشقها في الظُّهر والسَّحَر
كم كنت أرقبها حتى فُتِنتُ بها
لمّا كبرتُ .. وهذا كان من صغري
كانت كما الرّيم تمشى في الخطا غنجا
والخَدُّ نَزَّ حَبابَ النَّدْي كالشّذر
كالشمس تشرق كي تحبو لمغربها
وكنتُ كالبدر أقفيها على الأثر
لأَنشر الطيف في أصقاع معتمة
فالبدر يلهم للعشاق بالسَّمَر
فليت أحظى بلقياها وتجذبني
هل يصعب الجمع بينينا على القَدَر ؟
كالشمس كانت إذا بانت يكللها
نور فيغشى لرؤيا نورها بصري
برغم علمي بأنّ الشمس حارقة
والبدر جرم لطيف زان للنّظر
كالرّيم تلوي على جيدي وتلثمه
كأنَّما الشمس قد تاقت إلى القمر
هيفاء في قدِّها تمشي على مهل
تميس كالغصن إن يلوي على شجر
رقيقة الوجه والعرنان ذروته
والثّغر كالرُّطْب ماأشهاه من ثمر
وأغلب الظَّن قد تأتي . فيا فرحي
تأتي إليَّ بلا خوف ولا حذّر
عودي إليَّ فإنّ البعد يقتلني
أراك كالورد بين الخَلْق والبشر
مذ كنتِ في الحيِّ كان البدر يؤنسنا
كنّا مثال الهوى للبدو والحضر
تأتي بحسٍّ رهيف لا مثيل له
تمشي الهوينا ولا للخفِّ من أثر
لي فيك قول وَإِنِّي سوف أشرحه
أخفيه في القلب ، لا أحكيه من حذري
لقد سَكِرتُ ونار الوجد تحرقني
لم ألق غيرك ينجيني من السَّكَر
رجوت ربي بأنّ الله يجمعنا
قد جلجل الشّوق في صدري مدى العمر
إِنْ كان جرمي بأنّي عاشق وله
فلْيثْبت الجرم إنْ ذا كان من قدري
.........................................
بقلمي : غسَّان الضمّان
تعليقات
إرسال تعليق