سود الشمائل:للشاعر فادي مصطفى من سوريا
سود الشمائل
الأرض ضاقت وزادت فوقنا المحنُ
لملم ترابك وارحل أيها الوطنُ
بيتي وأرضي كفوف الرّيح تصفعُها
والحبّ مات وعاش البغض والوثنُ
سود الشّمائل لاحت فوق أغنيتي
والبيض أبدلها في لونه الدّرنُ
ماجاءنا الغيث في يومٍ بلا ألمٍ
فالنّادبات عراء القبر تحتضنُ
ياساكن القبر لا تحزن إذا رحلت
دنياك عنك فدنيانا هنا كفنُ
مازادك الموت إلا بعض رحمته
فنحن في العيش تجثو فوقنا المحنُ
نجتثُّ من رحم الآلام مقتبساً
ليشبهَ العيش لكن طعمه عفنُ
لمَ التّعنّتُ لا ضوءٌ ولا أملٌ
ولا رجاءٌ بآت العيش يقترنُ
تبكي السّطور على خلٍّ يفارقني
ويضرب العود في لحنٍ به شجنُ
إذا تلاقت ببعض الحسن ذاكرتي
سيهجم الذّئب مأجوراً لمن كمنوا
هل أنت يا وطني أرضٌ وتربتها
أم أنت يا وطني أمنٌ لمن سكنوا
كدّست كلّ حروفي علّها صعدت
للنّور تشهد من يستاؤه الزّمنُ
فما وجدت شريفاً في تطلّعه
ولا وجدت سفيهاً ما له ثمنُ
هذي بلادي ولون الأرض من جسدي
لن ترتقي أبداً في ظلّها الفتنُ
لا بدّ أن تشرق الشّمس الّتي احتجبت
وراء غيمٍ ويلقى ثوبه البدنُ
وينسج الفجر ألوان الشّروق بها
إنّ البلاد لمن في أرضها حسنوا
بقلمي فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق