نعمتي وخياري:للشاعر المبدع فادي مصطفى من سوريا

 نعمتي وخياري 


الحبّ يلمع من بريق حواري 

والموج يلطمُ خارج الأسوارِ 


إن كنتِ تبغينَ التّفرّدَ في الهوى 

فلتُسقطي حول الحصون ستاري 


كلّ النّساء استنفرت وتأهّبت 

من يوم أن وقفت على أشعاري 


أنا كوكبٌ والشّعر إشعاع الهوى 

والفاتنات تتبّعت أخباري 


إنّي أحبّك والحروف تسطَّرت 

وجبلتُ حبّكِ من شذا أزهاري 


فملأتُ أصقاع المدائن من يدي 

شعراً يفوح كنغمةِ القيثارِ 


ما ذنب حرفي لو يكون كغيمةٍ 

حبلى بمزنٍ فائضٍ مدرارِ 


لكِ في القصائد من جنون مشاعري 

والنور يخرج من نوافذ داري 


الرّيح تنثر للعموم قصائدي 

ما همّني من يستقي أمطاري 


من جاء ينهلُ .. فالمحبّةُ منبعٌ 

من جاء يسرقُ .. لن يرى أسراري 


النّاس جمعاً يعرفون مناقبي 

كلّ المشاعر في سرير خياري 


الغيم يُكرمُ كلّ محتاجٍ لهُ 

لكنّ قلبي صامدٌ بقراري 


أنا كافرٌ في كلّ أديانٍ أذت 

أنثى بقلبٍ مخلصٍ ويداري 


الحبّ دينٌ لا ديانةَ بعدهُ 

هذي وصيّةُ صانع الأقدارِ 


هذا ردائي فاحتمي في ظلّهِ 

وثقي تماماً أنّني للباري


أنا مخلصٌ للحبّ حتّى تنتهي 

أنفاس صدري من خطا مشواري 


ودعي عقول الماجدات بهمّها 

فالشّعر يثمر عن هوى أشجاري 


إنّي اصطفيتُ منَ النّساء مليكةً 

وبنيتُ حول مكوثها إصراري 


ونسجتُ من لمح العيون قصيدتي 

ورحيقها يطغي على الإيثارِ 


وجعلتُ روح الشّعر من أنفاسها 

حتّى غدت في أوّل الإصدارِ


بل إنّ شعري جاء من لمساتها 

والرّمش يرسم في الحروف مداري 


ما عاد ينبض خافقي إلّا بها 

شعراً يكلّلُ عتمتي ونهاري 


الحبّ يزهرُ في ضفائر شَعرها 

كالياسمين تعرَّشت بجداري 


والشّمس تشرق بابتسامة ثغرها 

والوجه بدرٌ يستحي بخمارِ 


كالرّيم تسرح في المروج تبختراً 

والعشب يفرح في الخطا ويجاري 


ما أنت إلّا نعمتي من جنّةٍ 

هبطت إلى صدري جزاء وقاري 


ياربّ تمّم نعمتي بمليكتي 

إنّي بها كالعود للأوتارِ 


 فادي مصطفى

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تكويع:للشاعر عبد الرحمن القاسم الصطوف من سوريا

لأجلك:للشاعرة لمياء فرعون من سوريا

دموع الورد:بقلم الاستاذة منى غجري من سوريا