أنيس الروح:للشاعر حسن علي المرعي من سوريا
... أنـيسُ الرُّوحِ ...
مـا عـادَ يُؤلمُـني بـعد الذي شَـرَحَـا
بالبُـعدِ صدراً وبالأسبابِ ما فَـصَحا
يـاليـتَـهُ كـانَ قَـبْـلَ الهـجرِ عـلَّـمَـني
قـراءَةَ الـغَـيْـبِ عـنْ رُمّـانـهِ ومـحـا
وليـتَـهُ طـافِـحٌ حـتّى وأوجـعَـني
كمـا حَـياءٌ عـلى وجْـناتِـه طَفـحـا
لو كانَ في راحـةٍ كم كنتُ أمسحُها
بالمقلَـتَينِ على جُرحِ الجَّوى مسحا
لَكـنْتُ آنـستُ بالذكرى ومـا سَـترَتْ
وبالخَيـالِ ومـا أخـفى ومـا فَضحـا
وكُنْتُ لَملَمْتُ بعضَ الحُبِّ مِنْ صِغَرٍ
إلى الزمـانِ الذي يـدري بـما قَـرَحـا
أهكـذا يـا أنـيـسَ الـرُّوحِ تَـجعـلُـني
لكـلِّ مـا يسـتبـيحُ القلـبَ مُطَّـرحـا
جُـرحـي وتَـعلـمُهُ لـومـا تُـقـطِّـبُهُ
مـا ظـلَّ عِـرقٌ بـهِ إلّا وقـد نَـزَحـا
لَـكمْ أثِـمـتُ بـما كـانَـتْ عـباءتُـكُـم
تُفْضي إلـيهِ ومـهما ارتَـجَّ ما بَـرِحـا
يـنشقُّ عَنْ زيـقِ ثاني اثنَينِ مُطَّلِعاً
يبـكي لـمأْثمَـتي مِـنْ عَـينِـهِ فَـرَحـا
حـاولْـتُـهُ شَــفَـةً تَـسْـتـامُ ذَروتَـهُ
حتّى إذا عَـفَّ قـبَّلْتُ الذي سَـمَـحـا
فـفـاحَ مِـنْ جَـنَّةٍ بالـكادِ قافـيتي
تَـدري بـيانـاً ولا أدري بِـما نَـفَـحـا
وكـم شَرِبْـتُ منَ اللّاتـي إذا سَكِرَتْ
مـاظـلَّ وردٌ بـهـا إلّا مـعـي مَـزَحـا
وكـم كؤوسـاً وسـاوانـي بـها شَـفَـةً
وكم تغابى وكم حتّى الصباحُ صحا
وهلْ ترانِي لأنـسى إنْ تَـكُنْ نسِيَـتْ
كَـرمـاً ودالِـيَـةً واسَّـاقَـطَـتْ بَـلَـحـا
يـالـيتَها مانَـعَـتْ مـهمـا يـدِي لَـعِـبَتْ
وليتَها شـافَهـتْني الكأسَ وانـسـفحـا
الشـاعر حسـن عـلي المـرعي ١٢ /١/ ٢٠٢٢م
تعليقات
إرسال تعليق