أنا صامتٌ:للشاعر فادي مصطفى من سوريا

 أنا صامتٌ 


كم حاسرٍ جعل الجباه نواصبا 

ليعود من بعد الملاحم عاصبا 


كم ثائرٍ للحقّ راح مناصراً 

ليعود من بعد التّصافح خائبا 


هذي الجبال تبدّدت أشجارها 

والجذر أضحى في الحرائق نادبا 


المجد عاد محنّطاً في قبره 

والعزُّ شاهدةٌ تودّعُ كاتبا 


حصد الرّعاع سنابلاً مرويّةً 

بدمٍ طهورٍ ما يزال مواكبا 


هل يُشبعُ النّهرُ البحارَ بمائه 

أخذ الدّماء وما يزال مطالبا 


حمراء قافيتي وقوليَ واجبٌ 

هل أصبح الصّمت المهيمن واجبا 


كم مرةً قتلوا بطفلي بسمةً 

كم مرةً جعلوا لساني كاذبا 


أنا صامتٌ والدّود ينخر بيننا 

حتّى غدوتُ كما الدّجاجة عاشبا 


لا ماء يروي ما يحزُّ بمذبحي 

لا قوت يكفي كي أساعدَ صاحبا 


حتّى الكرامة أصبحت سلعاً هنا 

من كان يرفع في كلامي الحاجبا؟ 


خلنا الصّديقة يا أخي عوناً لنا 

أضحى الصّديق على المكامن ناهبا 


أنا لا أريد ثراء عيشٍ يا أخي 

بل زاد يومٍ للّذي خلفي حبا 


لا تحسبنَّ إلى القبور نهايتي 

قولي سيبقى خالداً ومحاسبا 


عدّوا بقولي ما أنا حيٌّ به 

إن كنت حقّاً في حياتي راغبا 


هل كان حيّاً من ينام بجوعه 

من كان يبلع في الشّراب شوائبا 


هل كان حيّاً والدّموع بطفله 

من كان في كلّ المواجع لاعبا 


هل كان حيّاً والجراح بصدره 

من كان في دور المذلّة راكبا 


هل كان حيّاً والرّصاص بجسمه 

من كان في أعتى المعارك ضاربا 


ماذا أقول إذا العروبة تقتضي 

من قال حقّاً أن يكون مشاغبا 


فأبي وأمي يرتضون بذلّهم 

كي لا أظلّ على الملام مواظبا 


لن ينتهي الدّيجور من مأساتنا 

ما دمت من قول الحقيقة هاربا 


كونوا يداً حتّى نؤازر بعضنا 

ونزيل همّاً صار فينا شاحبا 


الجرح أعمق يا أخي من أن يُرى 

في القلب جرحي ، من يكون القاطبا ؟


بقلمي فادي مصطفى

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تكويع:للشاعر عبد الرحمن القاسم الصطوف من سوريا

لأجلك:للشاعرة لمياء فرعون من سوريا

دموع الورد:بقلم الاستاذة منى غجري من سوريا