غنيت بؤسي:للشاعر فادي مصطفى من سوريا

 غنّيتُ بؤسي 


عصرتُ قلبيَ لم ألق الذي عُصِرا 

باعوا المدامع والزّيتون والمطرا 


أرضي الّتي انتظرت أثداء غيمتها 

لتشربَ الحبّ من مكنون ما انهمرا 


مات الوليد على مهد التراب ولم 

نسمع لصرختهِ صوتاً ولا خبرا 


من يوم أن وطأت أوتار قافيتي 

درب المشاعر أطعمت الهوى وترا 


فتحتُ صدريَ كي أروي الفؤاد هوىً 

فجاوبَ الصّمتُ مجروحاً ولا عبرا 


مالي أخبِّئ أطرافي وأكسرها 

هل تنفعُ الدَّربَ رجلٌ عظمها كُسرا 


دعِ النّتائج للأقدار ترسمها 

واطلق عنانك واكتب في الدّنى سفرا 


مازالتِ الرِّيح تمشي منذ نشأتها 

ولم تقف لنسيمٍ ذاب وانصهرا 


هل ينتهي الموج والشّطآن تمسحهُ 

مازال يهدر حتّى يبلغَ القدرا 


لن ينتهي أملي رغم استحالته 

ما كنت ممّن على مأساته كفرا 


سينتهي الكرب في يومٍ ويفتح لي 

دربَ السَّعادة مسنوداً بما صدرا 


ستحمل الرّيح صوتي صوب غايته 

وتعلن الشّمس أنّي بتُّ مُستعرا 


ويشرق الصّبح من أدراج مكتبتي 

والحرف يعلن أنّي صرت منتصرا 


رغم التّقهقر لكن هذه كتبي 

للنّاس تُخرجُ من آياتها العبرا 


سهرتُ حتّى جعلتُ اللّيل يحرسني 

واليأس يهرب مهزوماً ومعتذرا 


أنا انتسبتُ إلى حلف النّجوم ولن

يضرّني بظلام النّاس من حضرا 


فكلّما زاد عتمٌ زاد من ألقي 

وكلّما زاد ظلمٌ بتُّ مقتدرا 


غنّيتُ بؤسيَ في شعري  ونغمتهِ 

ورحتُ أمدح فيهم كلّ من غدرا 


من أوصل الشّعر للعلياء مفتخراً 

إلّأ الّذين رموا في بئره حجرا 


الحزن خمري كما للنّاس داليةٌ 

والفكر يسرح من حزنٍ إذا بدرا 


إكسر عصايَ فلن أبكي إذا كُسرت 

لكنّك الميت في قبرٍ له حُفِرا 


جعلتُ أوردتي تمشي إلى قلمي 

والقلب ينبض من آلامه العبرا 


معجونةٌ بشذا الإحساس قافيتي 

تروي الحدائق والأزهار والبشرا 


بقلمي فادي مصطفى

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تكويع:للشاعر عبد الرحمن القاسم الصطوف من سوريا

لأجلك:للشاعرة لمياء فرعون من سوريا

دموع الورد:بقلم الاستاذة منى غجري من سوريا