ظلمة الأسفار:للشاعر المتالق فادي مصطفى من سوريا

ظلمة الأسفار اللّيل أسدل بردة الأوزارِ والرّيح زادت في لهيب النّارِ رحلت غيوم الأمس والأرض اشتكت جهل الغيوم مدامع الأشجارِ ياحيرة العصفور من قفصٍ به زادٌ له والجوع في الإدبارِ يا خجلة الأيّام من وعدٍ أبى أن يرتقي بالصّدق للأحرارِ رأي العروبة أنّهم خير الورى والرّأي يغفو تحت ظلّ حمارِ كلّ الورود الذّابلات بحقّنا رفعوا قضيّة نكسةٍ للباري حتّى الثّعالب لم تعد في مكرها مثل الّذي بدل الخنا بوقارِ سقط اللّثام بفعل أدران الكرى والموج يكسر دفّة البحّارِ خذ من دروس الأمس كي تحيا غداً إنّ الكرامة أُسقِطت بالعارِ العتم أجهض فكرةً حمّلتها أملاً لتزهر ضفّة الأنهارِ ضاعت بذور الخير تحت رمادهم والنّهر فاض على رمال خياري إنّي بذلتُ الياسمين ولم يكن ردّ الجواب يليق بالأمطارِ أطعمتُ كلباً يستجير بخيمتي حين استعاد النّبض نام جواري أمّا الّذين جعلتُ قلبي بيتهم ردّوا إليَّ محامل الأوزارِ جاهدتُ نفسي بالتّصبّر ريثما تبدو الحقيقة في الطّريق العاري وزجرتُ دمعي كي يتوب عن الهوى وجعلتُ صدري ردّة الإعصارِ خبّأتُ في قلب القصيدة نبضةً لتنام فيها بذرة الأشعارِ ولحين أن تلد القضيّة مخرجاً أبقى كفيفاً خارج الأسوارِ يكفي بأن تجد الخنوع وسيلةً للعيش موتاً في ظلام الدّارِ كي تعرف الشّذّاذ كم ولدوا لنا من نسلهم في ظلمة الأسفارِ هذي بلادي بيد أنّي خلفها ممنوعةٌ عنّي وعن أنصاري منظورةٌ حتّى أموت قصائدي في حينها تعلو إلى الإبهارِ والآن يبقى في الدّفاتر قبرها وتعيش بعد مماتها بقرارِ بقلمي فادي مصطفى