عودوا الى الله:بقلم الشاعر الكبير عادل ناصيف من سوريا
( عودوا إلى الله )
عيني عليكم أحبائي اعذروا سقَمي
تفحّمَ الحرفُ لا أقوى على الكلِمِ
رغم المسافات هزّتني مواجعكم
ورافقتني فلم أهدأْ ولمْ أنمِ
ماذا أقول ؟ لساني لا يطاوعني
فالصمتُ أبلغ ما أطوي عليه فمي
فصار قلبي فمي والجرح محبرتي
وكلّ أوردتي من وهجها قلمي
لمَ القتالُ وأنتم نسلُ واحدةٍ
هي المنارة كانت خيرةَ الأمَمِ
أغضبتُمُ الأرضَ فاهتزّتْ مناكبها
فداهمتكم بنار الموتِ والحممِ
وما حفظتم لها ودّاً بمحنتها
وما تركتم مجالاً كي تصونَ دمي
ما كان أطيبها أرضاً تفيض شذاً
أرض النبيينَ أرض العزّ والقيمِ
حجبتمُ الشمس عنها والسحاب همى
حجارةً فوق أهل المجد والشيمِ
عودوا إلى الله للأرض التي ولدتْ
أسمى الرجال دعاة الحب من قدَمِ
لا تتركوا الأرض للشيطان منطلقاً
لا ترأب الصدعَ فيكم دمعة الندمِ
هذي الزلازل إنذارٌ لكم ولهم
فجنّبوا ما تبقّى حفرة العدمِ
مرّتْ عليها قرونٌ وهي قائمة
وما غزتها بذور الشيبِ والهرمِ
الآن هبّوا لنبنيها وليس غداً
لا يحرز النصر شعبٌ غيرُ ملتئمِ
حضن الشآم نديٌّ دافئٌ حدبٌ
عودوا إليه تنالوا قمّةَ الهرم
لا تتركوا الحقد ينمو في جوارحكم
والدينَ يطفئ فيكم شعلةَ القيمِ
عضّوا على الجرحِ أنتم أخوة سكنوا
أرض النبوّات ما نمتم على ضرمِ
ثوروا على من طغى وابنوا لكم وطناً
يطاول الشمسَ رغم القهر والألمِ
أنا هنا شاعرٌ شابت ذوائبه
لم يحنِ هاماً ولم يركعْ لمحتكم
ناشدتُكم بدم الفادي أن اتّحدوا
إلقوا السلاح وصونوا حرمةَ الرحِمِ
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
عادل ناصيف / توسن أريزونا /
١٤/ ٢ / ٢٠٢٣ /
تعليقات
إرسال تعليق