نزيف القهر :للشاعر القدير فادي مصطفى من سوريا
نزيف القهر
يا آمر الرّيح أن تأتي وأن تقفا
إنّي عُبيدُكَ أستجديكَ مُرتجِفا
طال النّوى وطوى في الرّيح أشرعتي
وقطّعَ البينُ أوتاري ولا أسفا
هذا الجناح عصيٌّ عن مؤازرتي
فصخرة الشّوق حملٌ أثقلَ الكتفا
الصّوت أضعف أن يرتاد مستمعاً
والنّور أبعد أن يجتاز منعطفا
فكيف أرسل أحداقي إلى بلدي
وكيف أعرف من في الخائفين غفا
أجزتَ دمعيَ يا سيّاف فاستمعوا
صوت الدّموع كشلّالٍ إذا غرفا
قالوا الرّجالَ بحدّ السّيف ما ذرفت
دمع العيون ولو كان الأذى سُعُفا
جسمي تشقّقَ والأمواج مالحةٌ
والعين ترفض أن ترمي كمن ذرفا
لكن بلحظة قهرٍ خانني جَلَدي
والشّوق ضاعفَ دمعاتي ولا عزفا
فمن يكفكفُ دمعي والسّياطُ أسىً
وحامل السّوط لا أغضى ولا رجفا
يا موسم الحزن كم باقٍ للتتركني
فكلّ من خرّبَ الأزهارَ ما اعترفا
وحدي أدور على مسمار معتركي
بين البساطة والبلوى ومن عصفا
القلب شمعة ميلادٍ قدِ اقتربت
من الخلاص فمن في فاقتي عرفا
تزلزلُ الأرض من تحتي وتعصفني
ومن تسبّبَ لم يشعر بما اقترفا
فكم سأحملُ من أوزار من سقطوا
بين المصالح حين استنكروا الشّرفا
اليوم أدفنُ قلباً طابَ معتكفاً
عن الأذيّة حتّى أُنصِفَ الخَلَفا
تعثّرَ الدّربُ والأشواك تملؤهُ
وكاحل الطّفل أدمى مثل من سلفا
فمن سيُسألُ عن طفلٍ أعذّبهُ
برقّةِ القلب حين اجتزتُ من صَلفا
يكفي سكوناً وصوت النّبض مرتفعٌ
إنّي استحيتُ من القهر الّذي نزفا
فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق