الملائك:للشاعر القدير أكرم عبد الكريم ونوس من سوريا
كَثيرٌ مِن الأَحبة رحلوا وَخلَّفوا في القلب غصَّة وفي العين دمعة ..في مثل هذه الأَيام كان رحيلهم.
هم الملائك
من البحر البسيط
أَينَ الأَحِبَّةُ أَينَ الأَوجُهُ الأُسُلُ
أَينَ المَباسِمُ أَينَ الأَعْيُنُ النُّجلُ
أَينَ الذينَ أَفاؤوا حُبَهم وَمَضَوا
مِنْ بَعدِما بِشِغافَ القَلبِ قَدْ نَزَلوا
مَلَّكتُهمْ أَمرَ نَيْضي وَارتَضَيتُ بِما
يَقْضونَ في كَبدي جاروا وَإِنْ عَدلوا
لَولا أَضَعتُ فُؤادي في مَرابِعهِمْ
ما كانَ يَأْسرُني رَسْمٌ وَلا طَللُ
هُمُ المَلائِكُ إِلّا أَنَّهمْ بَشَرٌ
بِمِثلِهِمْ يَحْسُنُ التَّشْييبُ وألغَزَلُ
كانوا جِمامَ فُؤادي والنَّعيمَ لَهُ
قَدْ جَمَّلَ الحُبُّ في عَينَيَّ مافَعلوا
كَأَنَّما الفَجرُ غَذّاهمْ وَأَرضَعَهمْ
حَليبَهُ وّكَسَتْهمْ حِلْيِها الأُصُلُ
كُلُّ المَحاسِنِ بَعضٌ مِنْ مَحاسِنهمْ
ما أَسْفرَ الصُّبحُ إِلّا عِندَما وَصَلوا
أَنَّى يُحاوِلُ فيهِمْ مُدَّعٍ شبَهاً
فَلَنْ يُحاكى بِطيبِ النَّرجِسِ البَصَلُ
تَكادُ شَمسُ الضُّحى تَخْبو وَيَهْجُرُها
وَهجَ الشُّعاعِ وَيَكسو وَجْهَها الخَجلُ
حينَ الدَّراري أَضاءَتْ في مَباسِمِهمْ
وَأَومَضتْ كَبَريقِ العارِضِ المُقَلُ
غَزَوا فُؤادي بِنُبْلٍ في شَمائِلِهمْ
وَبِالحَنانِ على خِدْرِ الهَوى حَملوا
فَأَوقَعوهُ أَسيراً في مَحَبَّتهمْ
وَليسَ ثَمَّةَ إِلّا نارهُمْ نُزُلُ
لَمْ أَدرِ قَبْلَ تَلقِّي نَبْلَ لَوعَتِهمْ
أَنَّ الأَماني بِها لايُحْسَبُ الأَجَلُ
لِخَمرَةِ الوَجْدِ سِرٌّ لا يُباحُ بِهِ
أَنا الصَّحِيُّ وَسُلطانُ الهَوى ثَمِلُ
وَقَدْ رَشَفْتُ الحُميّا ما ارتَوى ظَمَأي
أَوْ أَثْلَجتْ كَبِدي مِنْ نارِها القُبَلُ
وَصُرتُ بِالشَّجوِ بَينَ النّاسِ مَعرِفَةً
بِلَوعَتي وَحَنيني يُضْرَبُ المَثَلُ
ما أَبعَدَ النَّومَ عَنْ جَفني وَحَرَّمَهُ
إِلّا لَواعِجُ شَوقي بَعدَما ارْتَحلوا
أَوْ مَرَّ ذِكرُهُمُ إِلّا وّأَلزَمَني
نَثْرَ الدُّموعِ فَغَشَّى مُقْلَتي الوَشَلُ
إِنِّي وَبي نارُ شَوقٍ لَوْ أُحَمِّلُها
على الجِّبالِ لَمادَتْ تَحتَها القِلَلُ
بَثَثْتُها الرِّيحَ فَاعْتلَّتْ جَوانِحُها
وَهَدَّ أَعناقَها الإِعياءُ والكَلَلُ
شعر
أَكرم عبد الكريم ونُّوس
سوريا
تعليقات
إرسال تعليق