أناي الضائعة:قصة قصيرة للاديبة لينا الخطيب من سوريا

أنايَ الضائعة. /محاولة قصصية/ ___________ في ذلك المقهى البعيد جلس يرتشف قهوته الصباحية ووابل المطر يتهاطل دون انقطاع، بدأ يفتش في زوايا ذاكرته العتيقة ويقلب أوراقها السمر عن قصص هاربة بين تلافيف دماغه المهترئة من كثرة الاستعمال ليجد طفلا قابعا وبيده بقايا كسرة خبز ناشفة يسد بها رمقه..آااهٍ أهذا أنت أيها الشقي ؟! لكم اشتقت إليك لماذا شردت عني؟! أشتاقك وأتوق لضمك أكثر ،آه ثم آه أيها الصغير ، لماذا هربت مني لماذا ؟ كيف أفلت من ذاكرتي !؟ ألا تدري كم بحثت عنك ،إنك لم تمت ولن تموت أبدا لم تبرحني إنك تسكن خلاياي وتعشش في أوردتي وتتربع فوق عرش قلبي . عاد لرشف قهوته وصمت قليلاً يتأمل طفله الضائع، نعم هي ملامحه ذاتها لكنها طفولية بريئة، عندئذ تهيجت ذاكرته واتضحت رويداً رويداً نعم إنه أنت أنت أيها الشقي لقد كانت حالتك كحال بائعة الكبريت وبائعة الورد، تجلس على قارعة الطريق تمسح السيارات وتبيع المناديل ، وثيابك مهترئة متسخة ، لكن لم يهزمك البرد والصقيع يوماً ، لأنني خبأتك في حناياي العميقة ،لم أنسك يوماً ،فأنا امتداد لروحك فمن شقائك بنيت جسدي و هذبت نفسي ومن صبرك الصامت تعلمت الكثير الكثير ، تعال تعال اقترب لاتخف سوف أهديك كل نجاحاتي وأوسمتي التي لا يستحقها أحد سواك ، فأنت جذري الطيب وأنا ثمارك الحانية .عانقني لنلتحم من جديد ،ولنرشف بقايا قهوتنا تحت هذا الغيث المبارك. لينا الخطيب 14/11/2024

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تكويع:للشاعر عبد الرحمن القاسم الصطوف من سوريا

لأجلك:للشاعرة لمياء فرعون من سوريا

دموع الورد:بقلم الاستاذة منى غجري من سوريا