من معصور مانزفا:للشاعر القدير فادي مصطفى من سوريا
من معصور ما نزفا
حيثُ انتهيتِ، تركتُ القلبَ مُعتكفا
ورحتُ أسكبُ من معصور ما نزفا
كأنّكِ الخمرُ في شريان داليتي
والنّار تحرق حول القلب من وقفا
لم ينجحِ البينُ باسترقاق مدرستي
فلا استعرتُ رداءً يبدلُ الشّغفا
ما زادني البعدُ إلّا بعض أسئلةٍ
كيف البعيدُ يزيدُ الشّوقَ واللّهفا
وكيف يصهرُ شعري في بواتقهِ
لقفوةِ الجبل المنظورِ مُزدلفا
مذ سافر القارب الممهور من قلمي
أقمتُ حدّكِ واسترجيتُ منعطفا
فلا النّساءُ أجادت في معاشرتي
ولا الشّعور غدا في القلب مختلفا
النّبض يصرخ واستنكرتُ مسمعَهُ
لأصرف الفكرَ عمّن كان منصرفا
أدرتُ عيني لدنيا لا تجانسني
فهل وجدتُ بلا عينيكِ من خَلَفَا
توهّمَ الزّهرُ أنّ الماء ينعشهُ
بلا الجذور ولكن لونُهُ خُسِفا
بذور وجدك في الأحشاء مكمنها
أنّى ذهبتُ سألقى شَعركِ الطّرفا
أدرتُ ظهري ونصف العمر مرتحلٌ
ونكسةُ الفقد أضحت موطناً خَرِفا
كان التّرابُ حريراً في ملامسها
صار الحريرُ تراباً يطمرُ الأسفا
كان المنالُ بما نال الفؤاد بها
صار المآلُ بلاها يثقلُ الكتفا
عيناك والعسل المشغول من خجلٍ
وفاهك العذب لم يحصرهُ من وصفا
غيابك المرّ يا أتراب أجزعني
وحرقة الصّدر جمرٌ في الحشا قُذِفا
فهل سيهدأ موجي قبل أن تلجي
بحري ويخلقُ دين الصّدفة الصّدفا
فادي مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق