صراع الاضداد:للشاعرة فايزة معماري من سوريا
صراع الاضداد
ما الذي أيقظني عند السحر
هو صوت الليل او صوت القمر
هو صخبً وصراخ وبكا
ونحيبً كاد ان يبكي الحجر
فتنبهت إلى الصوت وإذ
جسد الليل تهاوى وانكسر
تاركا اشلاء جسم داكن
في حمى الوديان او تحت الشجر
ورأيت الفجر مختالا على
وجع الأشلاء يزهو بالظفر
والذي بالأمس بدرا كان قد
نال بعضا من شظايا فانشطر
ما الذي يجري ومن ذا المعتدي
هل هو الفجر تمطّى فانفجر
ام هو الليل غيور قد رأى
وجه ذاك الفجر أحلى فانتحر
وكذا البدر على ذات الهوى
نرجسيّ قد تربى من صغر
ام هي الحرب ودارت بينهم
وبها الليل كما البدر اندحر
هل هو الفجر وقد القى على
حشدهم من عينه السهمَ الأغر
ام تراها قتلتهم نبلة
من عيون أيها ؟ هنّ كثر
هل أصاب الفجر منهم مقتلا
وشفى منهم غليلا وانتصر
وهل الفجر عدوّ غاصبً
ام صديقً وعزيز قد حضر
ما أظنّ الفجر غدّارا ولا
غاصبا او حاقدا يبغي الضرر
بل هو البشرى بيوم مشرق
بعطاء كان قبلا مدّخر
انظروا قد جاءنا مستبشرا
زانه الصدق وحلّاه الخفر
يوقظ الغارقَ في غيبوبة
من فنون اللهو او فن الضجر
ينزع الغصاتِ من قلب الشقي
يمسح الدمعاتِ عن خدّ الوتر
لم يكن ما قد جرى حربا ولا
حسدا لكنّ ذا حكمُ القدر
تعليقات
إرسال تعليق