غبار السنين:للقاصة المبدعة ليلى المراني من العراق
غبار السنين.. / قصة قصيرة ليلى المرّاني / العراق تسمّرت عينايَ عليها، وشهقةٌ مخنوقةٌ انفلتت من حنجرتي، بجهدٍ حاولت أن أسيطر عليها؛ فلم أفلح… عرفتها من إطارها، وقبل أن تمتدّ يدي لالتقاطها، متحشرجاً، واهياً، شبه معتذر؛ همهم صوت أخي.. - أردت أن أضعها بإطارٍ جديد يليق بها، وأعلّقها في صدر الصالة.. رفعتها، سقط ضلعٌ أو ضلعان من الإطار المهترئ، تعرّت أطراف الصورة المتآكلة قِدماً وغبارٌ كثيف تراكم عليها، فأخفى معالم وجه أبي. ملقاةً كانت بين عشرات قطعٍ من كراكيب قديمة، نُفيت إلى المخزن الخارجي للبيت الجديد. بيدٍ مرتعشةٍ غيظاً وانفعالاً، مسحتها، وفِي عيني والدي نظرت باعتذارٍ وأسى... في الصورةِ، يبدو والدي في عنفوان شبابه، رشيقةٌ قامته، وبدلةٌ بنيّةٌ، أنيقةٌ يرتديها مع قميصٍ أبيض وربطة عنقٍ رفيعةٍ، بنيّة، أضافت له استمالة سدارةٍ سوداء يمينًا هيبةً، ووقاراً مميّزين . جبهته عريضةٌ، تنطقُ نبلاً، وطيبةٌ تشرقُ على ملامح وجهه، أحببتها، يزيده بهاءً دقّةُ وتناغم تقاطيع وجهه، " تشبهين والدكِ "، يقولون، فأزداد اعتزازاً به وبنفسي. دفءٌ لذيذٌ يغمرني حين أنظر إلى عينيه، فأشعر بالاطمئنان والزهو، م...